عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2002, 02:47 PM   #31
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


التحالف الإسلامي
وعادل حسين هو صاحب صيغة التحالف الإسلامي بين حزب العمل وجماعة الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان المصري عام 1987، وهي الانتخابات التي حصد فيها هذا التحالف قرابة 64 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ 444، وذلك لأول مرة في تاريخ الحياة السياسية المصرية

وقد رفع التحالف في هذه المرحلة شعار "الإسلام هو الحل"، الذي صار يتبناه حزب العمل وجماعة الإخوان المسلمين معا فيما بعد، وانتشر بعد ذلك في عدد من الدول العربية.
وأعلن حزب العمل تبنيه شعار "الإسلام هو الحل" رسميًّا في مؤتمر الحزب الخامس عام 1989، وتم إقرار برنامج جديد للحزب، يختلف عن البرنامج القديم، الذي بدأ به الحزب نشاطه.
ومنذ ذلك الحين بدأ الصدام الحقيقي مع الحكومة المصرية، ليس فقط لأن الحزب بدأ يطرح رؤى إسلامية في صراعه مع الحكومة، بل إن أكثر ما أغضب الحكومة على الحزب، ودفع أطرافا في السلطة لتبني خطط لحله، أن الحزب سمح لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالكتابة في جريدة الحزب والمشاركة في مؤتمراته.

وقد خاض عادل حسين معارك كبرى على الساحة المصرية داخليا وخارجيا، تعرض بسببها إلى الحبس والتحقيق معه عدة مرات أمام النيابة المصرية، خصوصا معاركه مع الوزراء والحكومة، التي كان يدعوها باستمرار إلى الاستقالة، ويطالب بمحاكمة العديد من وزرائها بتهم الفساد والعجز عن إدارة الشأن العام.

وتبنى حسين وحزب العمل على المستوى الخارجي خيارات مخالفة لخيارات الحكومة المصرية، عرضته والحزب لنقد عنيف وتحقيقات بوليسية. فقد اقترب من إيران وسافر إليها بالرغم من توتر العَلاقات الرسمية بين طهران والقاهرة. ودافع عن ثورة الإنقاذ السودانية بشدة، وزار الخرطوم عدة مرات رغم عداء الحكومتين في السابق. كما زار ليبيا في فترات التوتر معها، وكان يدعو إلى إقامة تحالف ثلاثي مصري سوداني ليبي باعتباره مقدمة للوحدة العربية، ومقدمة لتوفير الطعام للعالم العربي بزراعة أرض السودان بالخبرات والعمالة المصرية، والدعم المالي الليبي، وهي الفكرة التي قال إن أمريكا تمنعها بكل ما أُوتيت من قوة.

وفي الفترة التي بدأت فيها العَلاقات بين مصر وكل من إيران وليبيا والسودان تتطور بشكل مطرد، أسلم حسين الرُّوح إلى خالقها، مطمئنا إلى أن ما كان يسعى إليها طوال حياته السياسية قد بدأ يأخذ مجراه الطبيعي على أرض الواقع.

ويُوصَف عادل حسين بأنه مهندس قضية رواية "وليمة لأعشاب البحر" للروائي السوري حيدر حيدر، التي تضمنت عبارات مسيئة للدين وللذات الإلهية. وقد انتهت تلك القضية بإغلاق صحيفة "الشعب"، وتجميد حزب العمل، رغم صدور أكثر من خمسة أحكام قضائية لصالح إعادة الجريدة للصدور، آخرها سيحسم في 20 آذار (مارس) الجاري.

وكانت "الوليمة" آخر معارك حسين ضد إصدارات وزارة الثقافة المسيئة للأديان. فقد هاجم حسين بضراوة ما قال إنه ترويج للفحش والإباحية ونشر الكتب والروايات التي تتطاول على الله والرسول والإسلام بأموال الدولة. وأكد عادل حسين في آخر حوار له مع وكالة "قدس برس" أنه غير نادم على خوض هذه المعارك دفاعا عن الدين والذات الإلهية حتى لو سُجِنَ.

وبالرغم من المحاولات العديدة التي تمت لإعادة الصحيفة والحزب مرة ثانية، فإن تلك المحاولات قد باءت جميعاً بالفشل، إذ كانت الحكومة تشترط في مفاوضاتها السرية على رئيس الحزب إبراهيم شكري إبعاد عادل حسين، الذي يُعَدُّ العقل المفكر في الحزب، ومعه ابن شقيقه مجدي أحمد حسين، رئيس تحرير "الشعب"، وهو ما رفضه شكري على الدوام.

ويذهب بعض المتابعين إلى أن وفاة عادل حسين قد تعجِّل بحل أزمة حزب العمل وجريدته، باعتبار أنه كان العقبة أمام تسوية الملف، وكونه كان يرفض أي تغيير في سلوك الجريدة والحزب تجاه الحكومة، مفضلا إغلاق الحزب والجريدة على أي تنازل عن مبادئه وخياراته السياسية، وظل حسين على هذا الرأي حتى وافته المنية يوم الخميس15-3-2001

ووقف عادل حسين، من خلال حزب العمل وجريدته، في مقدمة المعارضين للحلف الأمريكي الصهيوني. وظل على الدوام من أبرز المطالبين ببناء حلف عربي إسلامي لمواجهة الحلف الصهيوني الأمريكي.

ووقف بكل صلابة ضد التطبيع مع الدولة العبرية، وقاد حملة جريدة "الشعب" ضد ما أسماه "الاختراق الصهيوني للزراعة المصرية". وصدرت ضده أحكام بالغرامة في أكثر من قضية أقامها المتعاونون مع الدولة العبرية، آخرها قضية وزير الزراعة يوسف والي.

وسعى حسين لتحريك العرب والمسلمين لمواجهة الدولة العبرية، وتفعيل الديمقراطية والتعددية الحزبية، وتطوير حرية الصحافة، وتحقيق العدل الاجتماعي، ومقاومة الانحراف والفساد. وكان في مقدمة المدافعين عن الديمقراطية وحرية الصحافة، وظل يعتبر معارضته للحكومة جزءاً من هذا التوجه، داعيا الحكومة إلى إلغاء التعددية الحزبية، وغلق الأحزاب إذا كانت لا تؤمن بذلك.

ومن أبرز ما قام به عادل حسين تربية جيل من الكوادر الصحفية والسياسية الذين يواصلون مسيرته ونهجه في حزب العمل أو في جريدة الحزب. ومن أبرز ما ميَّز عادل حسين أنه كان شديد الدفاع عن الإسلام والفكرة الإسلامية الشاملة.. ومثلما كان قائدا ماركسيا صلبا في بداية حياته، تحول إلى مدافع قوي عن الإسلام والفكر الإسلامي، ودخل السجن من أجل أفكاره، وتعرض لأزمات قلبية بسبب هذا الحمل الكبير.. ووافته المنية وهو ثابت على مواقفه يرفض التزحزح عنها قيد أنملة.
-------------
مع تحياتي


 

رد مع اقتباس