في كل عام وفي الفترة مابين 26 و30 يوليو وفي إحدى قرى مقاطعة كوتاباماس ، يحتفل البيرويون بيوم الاستقلال من الاحتلال الأسباني على طريقتهم السادية الخاصة من خلال نسر الكوندور والثور . حيث يتمثل نسر الكوندور في المقاومة للاحتلال الأسباني ، بينما يتمثل الثور بالأسبان المحتلين .
ومن خلال هذا التصور الخرافي، يتحول الاحتفال بيوم الاستقلال إلى يوم من الاستمتاع بتعذيب الحيوان وينطبق عليه لقب (احتفال الدم) .
يبدأ الاحتفال باصطياد نسر الكوندور حياً من فوق الجبال وربطه واقفاً بالحبال على ظهر الثور ومن ثم إطلاق الثور داخل حلبة الاحتفال .
وكنسر كبير يتميز الكوندور بالأظافر الحادة والمنقار الكبير القاطع . ومن أجل أن يحرر نفسه من الثور يعمل على مهاجمة ظهر وجوانب الثور بل وعينيه أيضاً بمنقاره ومخالبه . فيما يعمل الثورعلى القفز في الهواء للتخلص من الطير الجاثم على ظهره . ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، حيث يعمل الرجال في الحلبة على استثارة الثور باستمرار ، الذي يستمر بالمقاومة حتى يجهد وينتهي الأمر باستسلامه . أما نسر الكوندور فهو إما أن يَسلم وينال حريته ، وإما أن يناله الأذى ويصاب بالجراح أو يموت وبخاصة عندما يقع الثور على الأرض في محاولة منه للتخلص من النسر .
صورة
صورة
مقطع فيديو
وهكذا نرى أن السادية الاجتماعية تصبح في بعض الأحيان أفعالاً قومية ووطنية . فتارة بداعي الاحتفال بالاستقلال ، وتارة بداعي الاحتفال الديني .
ولكن ما الذي يعتقده الحيوان المسكين وهم يحتفلون به على هذا النحو ؟
سؤال لا يجيب عنه إلا الأنبياء .
في الحلقة القادمة إن شاء الله سنتعرض إلى السادية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية ... فكونوا على موعد