عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-2002, 10:42 PM   #22
خالد الحربي
عضو نشط


الصورة الرمزية خالد الحربي
خالد الحربي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1342
 تاريخ التسجيل :  03 2002
 أخر زيارة : 13-02-2003 (10:44 PM)
 المشاركات : 241 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اياك حتى من قلـيـل الــخــمـــر
الدكتور حسان شمسي باشا



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور : " كل مسكر حرام ، وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام " رواه أبو داود والترمذي . ويقول صلى الله عليه وسلم : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " رواه أبو داود والترمذي وأحمد .

وقد حرم الإسلام شرب الخمور كثيرها وقليلها . ورغم أن هناك من يدعو في أمريكا وأوربا إلى أن شرب كمية قليلة من الخمر ربما يرفع من مستوى الكولسترول المفيد في الدم ، ويقلل من نسبة حدوث مرض شرايين القلب التاجية ، فإن المنظمات الصحية هناك تحذر من مثل تلك الدعوات ، حيث أن مخاطر شرب الخمور في أمريكا وأوروبا تفوق – بكل المقاييس – تلك الفوائد المزعومة لشرب كمية قليلة من الخمور . فالأمراض الناجمة عن الخمور مسؤولة عن ربع حالات دخول المستشفيات هناك ، وأن المشاكل الصحية والاقتصادية الناجمة عن شرب الخمور تكلف الميزانية الأمريكية 136 مليون دولار سنويا ، ولهذا فإن المقالات العلمية تدعو الواحدة تلو الأخرى إلى نبذ فكرة نصح المرضى بشرب كمية قليلة من الخمور . ففي مقال رئيس نشر في مجلة Can Med Assoc J عام 1999 يقول صاحب المقال : " من الحكمة ألا نصف شرب الخمر لمن لا يشرب الخمر " . وإذا كان هناك من يقول بأن في الخمر خاصية خفض كولسترول الدم – بنسبة قليلة بالطبع – فإن دراسة نشرتها مجلة Drugs Exp Clinics عام 1999 أثبتت أن المادة الموجودة في الخمر الأحمر وهي resveratrol ، والتي يعزى إليها تلك الخاصة ، هي موجودة أيضا وبنفس الفعالية في العنب . ويقول كاتب المقال في نهاية البحث : " وإذا كانت نفس المادة موجودة في العنب الأحمر ، فلماذا نعرض الناس لمشاكل الخمور ؟؟.. ألا نعلم أن أكثر المشاكل الصحية الناجمة عن الخمور تحدث عند أناس يظنون أنهم لا يشربون إلا كمية قليلة من الخمور ؟ " .

والله سبحانه وتعالى – وهو الخبير بعباده – يعلم أن في الخمر من المـفاسد ما لا يحصى ولا يعد . ولهذا حرم حتى التداوي بالخمور . يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من تداوى بالخمر فلا شفاه الله " رواه أبو نعيم في الطب . والخمر أم الخبائث كما قرر ذلك صلى الله عليه وسلم : " الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر ، ومن شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه ، وعمته وخالته " رواه الطبراني ( صحيح الجامع الصغير 3345 ) .

و شرب المسكرات مشكلة يعاني منها الغرب ، ويعاني منها البعض في بلادنا العربية والإسلامية . وإن ما يدعو إلى الأسف الشديد أن نشاهد ازديادا في شرب الخمر في بلادنا الإسلامية ، في الوقت الذي يدعو فيه الغرب إلى الابتعاد عن المسكرات .

تقول دائرة معارف جامعة كاليفورنيا للصحة : " يعتبر الخمر حاليا القاتل الثاني – بعد التدخين – في الولايات المتحدة . فشرب المسكرات في أمريكا سبب موت أكثر من 100.000 شخص سنويا هناك . والخمر وحده مسؤول عن أكثر من نصف الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في أمريكا (والبالغة 50.000 شخص سنويا) وليس هذا فحسب ، بل إن الخمر مسؤول عن إصابة أكثر من نصف مليون شخص بحوادث السيارات في أمريكا في العام الواحد . وأما في البيت ، فالمسكرات مسؤولة عن كثير من حرائق البيت ، وسقوط شاربي الخمر على الأرض ، أو غرقهم أثناء السباحة " .

وتتابع دائرة معارف جامعة كاليفورنيا القول : " والمسكرات لا تسبب المشاكل في البيت .. أو على الطرقات فحسب ، بل إن خسائر أمريكا من نقص الإنتاج وفقدان العمل نتيجة شرب الخمر تزيد عن 71 بليون دولار سنويا ، ناهيك عن الخسائر التي لا تقدر بثمن من مشاكل نفسية وعائلية واجتماعية . ويحث الكتاب في الجرائد والمجلات الأمريكية الناس على عدم تقديم المسكرات قبل العشاء – أثناء حفلاتهم – وعلى أن يصادروا مفاتيح السيارات من المفرطين في شرب الخمر ، حتى لا يقودوا أنفسهم إلى الموت " .

وتذكر موسوعة جامعة كاليفورنيا في مكان آخر : " إن ثلث اليافعين في أمريكا يشرب المسكرات بدرجة تعيق نشاطه الدراسي في المدرسة ، أو توقعه في مشاكل مع القانون .. وقد بدأ معظم هؤلاء الشباب شرب المسكرات قبل سن الثالثة عشرة من العمر " .

ويقول البروفيسور " شوكيت " وهو بروفيسور الأمراض النفسية في جامعة كاليفورنيا ومدير مركز الأبحاث المتعلقة بالإدمان على الكحول : " إن 90 % من الناس في الولايات المتحدة يشربون الخمر ، وإن 40 – 50 % من الرجال هناك يصابون بمشاكل عابرة ناجمة عن المسكرات . وإن 10 % من الرجال و 3 – 5 % من النساء مصابون بالإدمان على الكحول " .

ويقدر خبراء جامعة كاليفورنيا أن 15 مليون أمريكي يشرب أكثر من كأسين من البيرة – أو ما يعادلها من أنواع الخمر الأخرى – يوميا . واستنادا إلى المعهد الوطني الأمريكي للإدمان على الخمر ، فإن من يشرب مثل تلك الكمية يعتبر " مفرطا في شرب المسكرات " " Heavy Drinker " وأن 18 % من هؤلاء يشرب أكثر من 4 كؤوس من البيرة – أو ما يعادلها – يوميا ، وهذه الفئة مهددة بالإدمان الخطير على الكحول .

هذا ما يجرى في أمريكا ، فماذا يحدث على الجانب الآخر من الأطلنطي – وبالخصوص بريطانيا ؟ تقول مجلة لانست البريطانية الشهيرة : " إن مئتي ألف شخص يموتون سنويا في بريطانيا بسبب المسكرات " .

وذكرت المجلة البريطانية للإدمان " British Journal of Addiction " أن الخسائر الناجمة عن مشاكل الكحول الطبية بلغت 640 مليون جنيه إسترليني في العام الواحد ، وأن الخسارة الإجمالية الناجمة عن شرب المسكرات تقدر بـ 2000 مليون جنيه إسترليني في العام الواحد " .

وذكرت هذه المجلة أيضا أن 12 % من المرضى الذين يدخلون المستشفيات في بريطانيا ، يدخلون بسبب مشاكل ناجمة عن المسكرات .

وعودة إلى أمريكا .. فحسب ما جاء في كتاب Cecil الطبي الشهير " فإن الخسائر الكلية الناجمة عن مشاكل المسكرات في أمريكا بلغت ما قيمته 136 بليون دولار في العام الواحد . ويقدر الخبراء أن ربع الحالات التي تدخل المستشفيات الأمريكية سببها أمراض ناجمة عن شرب المسكرات " .

فحذار .. حذار أيها المسلمون ، قبل أن يستشري فينا الداء الذي يرده لنا الغرب . فالأفلام والمجلات الخليعة تدعو الناس صباح مساء في بلادنا العربية إلى شرب المسكرات عن طريق إبراز الفنانين والممثلين ، وفي أيديهم كأس من المسكرات ، أو عن طريق الدعايات والمقالات .

ويظن بعض الناس أن شرب قليل من المسكرات أمر لا بأس فيه ، ولكن هذا غير صحيح ، وقد نبهت على خطورته مجلة لانست البريطانية فتقول : " لقد تبين أخيرا أن معظم الوفيات والاختلاطات الناجمة عن الكحول تحدث عند الذين يظنون أنهم لا يشربون الكثير من الخمور ، وعند أولئك الذين كان يظن أطباؤهم أن ما يتناولونه من المسكرات ما هو بالكثير ، بل هو في حكم المقبول في عرف المجتمعات الأمريكية والأوروبية " .

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ليغفل عن ذلك ، فقال في حديثه المشهور :

( ما أسكر كثيره فقليله حرام )

أنعجب بعد هذا كله من تحريم الإسلام للمسكرات ؟ حتى للقليل منها ؟ ألم يقل رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر حرام ، وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام " .

ثم ألم يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجلوس على موائد الخمر لأن ذلك قد يعرض صاحبها لمسايرة الجالسين ، فربما ذاقها للمرة الأولى ثم تبعها جلسات وسكرات . " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على مائدة يشرب عليها خمر " .

( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) ق : 37

* * *

للمزيد من التفاصيل راجع كتابنا : " أطباء الغرب يحذرون من شرب الخمور " وهو من إصدار دار القلم بدمشق ودار البشير بجدة


 

رد مع اقتباس