استغلال للمرضى النفسيين



عزيزي رئيس التحرير
ان واقع الاستشارات النفسية في المملكة العربية السعودية بانتشارها المتزايد دون وجود جهة رقابية واشرافية فاعلة، ستتولد عنه كوارث ومشكلات ما تلبث ان تتزايد وتتطور للاسوأ ومستجعل اصحاب الضمائر الميتة يسعون ويستمرون في استغلال افراد المجتمع لحاجتهم نظرا للمعاناة من ضغوط المشكلة او المرض النفسي.
ونحن الآن في حاجة اولا لان نعرف من هي الجهة المشرفة على تلك المراكز فاذا كانت وزارة الصحة فتلك مصيبة، لان وزارة الصحة لم تستطع النهوض بالمستشفيات التابعة لها مباشرة فما بالنا بجهات اهلية تشرف عليها، ثم اننا في حاجة الى اعادة سن قوانين ونظم - اذا كانت موجودة في الاساس - تحدد صلاحيات تلك المراكز حسب الرخص النظامية الممنوحة لها، وتقوم بجولات اشرافية مكثفة لكشف مواطن الخلل، خصوصا التأكد من وجود تصاريح رسمية للمستشارين النفسيين، اضافة الى تقنين الاسعار حتى لا يكون المواطن عرضة للاستغلال المادي.
ان حاجة افراد المجتمع للاستشارات النفسية في ازدياد، والمشكلات النفسية في تعقد كلما تقدم المجتمع وازداد انفتاحا على العالم، وهناك من يستغل مثل هذه الاوضاع للكسب المادي فقط، وآخر ما يفكر فيه هو مصلحة العميل وحل مشكلته، ولقد اعتدنا على التأخر في حل مشاكلنا حتى تظهر بوادر الكارثة ويزداد عدد المتضررين ثم نبدأ في التف... في حل المشكلة، في حين ان الوقت متاح لنا للتعامل مع المشكلة قبل وقوعها، اقله ان يتم اجراء دراسات مبسطة للتأكد من وجود المشكلة من عدمها فاذا ثبت وجودها، فيلزم العمل على وضع حل جذري لتداركها. ولعل من اعجب ما قابلت في هذا الجانب هو ذلك الاعلان من احد الاشخاص عن حل المشكلات الاسرية والنفسية، فاتصلت به وطلبت منه التعاون في العمل فابدى تجاوبا والطامة الكبرى التي ظهرت انه خريج احدى كليات التقنية ولديه عدة دورات في التعامل مع المشكلات، دون اساس نظري علمي للعمل في هذا المجال.
عبدالرحمن عبدالله الصبيحي - اخصائي نفسي

المصدر:جريدة اليوم الاثنين 25/8/1427هـ

المصدر: نفساني