عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2006, 01:17 AM   #1
ابراهيم الدريعي
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية ابراهيم الدريعي
ابراهيم الدريعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8772
 تاريخ التسجيل :  06 2005
 أخر زيارة : 18-10-2020 (06:07 PM)
 المشاركات : 1,639 [ + ]
 التقييم :  107
لوني المفضل : Cadetblue
هل تربية الأبناء صعبة في هذا الزمن؟



B]هل تربية الأطفال مهمة صعبة ؟

كان الأزواج الشباب قديما يستعينون بالآباء والاجدادفي حل مشاكلهم مع أنفسهم وأطفالهم أيام ما كانت الأسرة من النوع الممتد ، وكان الأبناء يستفيدون من خبرة الأجداد في التربية , وكانت الحياة على بساطتها لاتستدعي الذهاب إلى الأطباء النفسانييين أو المراكز النفسية أمااليوم فتغيرت الحال وظهر ما يسمى بالأسرة النووية التي تتألف من الزوج والزوجة والأطفال ، وتعقدت الحياة أكثر بظهور التكنولوجيا الحديثة ، وصارت الاسرة الصغيرة تملك فيلا وخدم وحشم وسائق ولم يعد الناس بحاجة إلى غيرهم ، وانقطعت الصلات بين بعض الاسر فأصبح الأخ لايرى أخته الا في السنة أو السنتين مرة واحدة ، ولم يعد الجار محتاجا لجاره بسبب سعة ذات اليد ، فانعكست هذه الأمور سلبا على الحياة الطبيعية فنشأ القلق والإكتئاب والتوتر ، وكثرت المشاحنات الزوجية والإنفصال بين الزوج والزوجة والطلاق ، وأصبح الأب مشغولا عن بيته وأولاده وأصبحت الأسرة بدون راع يرعى شئونها فكثرت الإنحرافات بين الاطفال والمراهقين والزوجات ،

نعم إن مهمة تربية الأطفال صعبة في هذا الزمن الصعب ، فالطفل لم يعد يؤثرفيه أمه أو أبوه فتاثيرهما فيه قليل إذا ما قارنا به تاثير الصديق أو الصديقة أو العاب الفيديو والإنترنت وما يستجد في هذا العصر من مغريات التكنولوجيا الحديثة كالموبايل والبلو توث وادوات التصوير ، والأم ليس لديها الوقت الكافي للجلوس مع ابنتها والحديث معها حول ما تعانيه من إحباطات في المدرسة أو ماتتعرض له من إيذاء من زميلاتها ، ولقد نفد صبر الأم وصارت تتعلق بما هو أهم من ابنتها ، الموضه وأحدث ماتوصلت إليه دور الأزياء العالمية ، فتراها دائما أمام المرآة تتفقد جمالها هل زاد أو نقص ؟ فمعظم وقتها أمام التلفاز أو التيلفون إو في السوق ، والأب منشغل بتجارته وأعماله الخاصة ومع أصدقائه في الإستراحات أو السفر وفي بيته من المراهقين والأطفال من يتعطشون إلى رؤيته فضلا عن جلوسه معهم ، قلت لأحد الأطفال أين والدك ؟ قال إنه مسافر : قلت علشان يجيب عمالا ، قال لا لا نريد عمالا نريد أبي : ماذا تحمل هذه الكلمة من معني الطفل يحتج على والده بانه تركه وانشغل بماهو أهم منه وهي التجارة ، وهل هناك أغلى من الولد ؟

صحيح التربية صعبة في هذا الزمن الصعب لأن الوالدين لايجدان متسعا من الوقت للإهتمام بأطفالهما ، بسبب مشاغل الحياة والجري وراء زخارفها ، المشكلة عند كثير من الناس أنهم لايميزون بين الضروريات والكماليات بل أصبحت الكماليات هي و الضروريات في مستوى واحد 0 الأسرة فقدت وظيفتها القديمة الأم تزرع الحب وتسقيه حتى ينضج ، ثم تحصده وتدوسه ثم تطحنه وتعجنه وتخبزه ثم تقدمه لزوجها ، الأم كانت قديما تقوم وتصلي الفجر ثم تشعل النار وتجهز الطعام للفلاحين وتوصله إليهم ، الأم كانت تغسل وتكنس وتنظف الدار وتهتم بالأولاد ولا تعرف الطباخات أو الشغالات أو السائقين ، فأين أم اليوم من أم الأمس، الأب يكدح يخرج من بعد صلاة الفجر للحقول يكد ويسقي النخيل والزرع وبدون راتب ويسمونه قديما بالجازه أو بمقدار مايشبع بطنه فقط هذه حياة الآباء وألأجداد فأين نحن وهذه الحياة الكسيفة ؟، العناية الصحية غير متوفرة والأكل غير متوفر والتعليم أيضا غير متوفر أوفي بدايته لاكهرباء ولا ماء في المنازل الطينية ،التي يخشى عليها السقوط عندما تشتد الأمطار 0
في هذا العصر انقلبت المفاهيم والقيم صار الابن يضرب أباه أو يقتله وصارت الزوجة تضرب زوجها أو تقتله وصار الأخ الأصغر يضرب أخاه الأكبر ، هذه أمور مؤسفة حقا لم تكن معروفة من قبل ، فما الذي أحدث هذا الإنقلاب الفكري الرهيب ، ماذا سيحدث في المستقبل ياترى ؟ الخطر قادم مع الأسف شئنا أم أبينا ، وأعتقد أن السبب في ذلك بعدنا عن الشريعة وتطبيق مثلها السمحة التي تدعو إلى التراحم والتعاطف و احترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير ، الله سبحانه وتعالى قال : ( ولاتقل لهما أف ) كلمة تأفف فقط لاتقولها لوالدك أو والدتك ، فما بالك بمن يضرب والدته أو والده ، أنا أعتقد أن ضرب الوالدين جريمة كبيرة لاتغتفر ، ونكران للجميل ، ( واخفظ لهما جناح الذل من الرحمة ، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) 0
من يعتقد أنه ربى ابنه لأنه أمن له الغذاء والملبس والمسكن واشترى له سيارة ، وأنه لم يقصر معه من الناحية المادية في شيء فقد أخطأ ، فالتربية ليست في إشباع النواحي المادية فقط ، التربية في احترام مشاعر الابن ، الاستماع له ومساعدته فيما يعترضه من مشكلات ، إشعاره أنه مهم في الاسرة وله دور وتحميله المسئولية واحترام رفقائه ، واصدقائه ، والتاكد بأنهم جلساء صالحين ،و عدم تحقيره والاستهزاء به أوكثرة نقده أمام الغير ومحاورته ومناقشته فيما يقع فيه من أخطاء بهدوء بدون ازعاج أو تأنيب والأهم من هذا كله جعل الأسرة أرضية جيدة لنمو الأبناء

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس