الموضوع: مشهد يوم عظيم
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-2006, 01:36 PM   #1
القلم المضيء
عضو نشط


الصورة الرمزية القلم المضيء
القلم المضيء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10588
 تاريخ التسجيل :  11 2005
 أخر زيارة : 28-07-2006 (11:51 PM)
 المشاركات : 106 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
مشهد يوم عظيم



مشهد يوم عظيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله منشرور أنفسناومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي لهوأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلىالله
عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
فإن الناس في هذه الحياة فيغفلة، وأملهم فيها عريض، ولا بد من إلجامالنفس بتذكيرها بمصيرها، لتعمر الآخرةبالدنيا، ويغتنم الحاضر للمستقبل وقدجعل الله اليقين باليوم الآخر من أركانالإيمان وسيأتي اليوم الذي يفنى فيه
الخلق مصداقاً لقوله - تعالى -: "كُلُّمَنْ عَلَيْهَا فَانٍ " [الرحمن:26] ثم يأتي يوم يعيد الله فيه العباد ويبعثهممن قبورهم، وأول من يبعثوتنشق عنه الأرض نبينا محمد ويحشر العباد حفاة عراةغرلاً غير مختونين " كَمَا
بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ " [الأنبياء:104]

ويكسى العباد، وأولمن يكسى إبراهيم - عليه السلام - ويكسىالصالحون ثياباً كريمة، والطالحون
يسربلون القطران، ويحشر الخلق على أرض محشرغير هذه الأرض والسماوات قالتائشة - رضي الله عنه -: (فأين يكون الناس يارسول الله؟) فقال: {علىالصراط} [رواه مسلم]. وفي لفظ له: {هم في الظلمة دونالجسر، أرضهم بيضاء عقراء،ليس فيها معلم لأحد، ولم يسفك عليها دم حرام، ولميعمل عليها خطيئة} ولايلاقي العباد يوم مثله، وصفه الله بالثقل والعسر يشيبمنه شعر الوليد، فذلك يوم عسير، تذهل المرضعة عن رضيعها، والحامل تسقط حملها،وحال الناسالسكارى، وما هم بسكارى، والأبصار شاخصة لا تطرق، والقلوب لدىالحناجر كاظمين،ساكنين لا يتكلمون ويفر الإنسان من أحب الناس إليه، من أمه،وأبيه، وأخيه،وزوجته، وأولاده، ويود العاصي أن يدفع بأعز الناس لديه في النار؛لينجو هو{يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} * {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ} * {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ} * {وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ} [سورة المعارج] والأرض تزلزلوتدّك دكّة واحدة، وتمد مد الأديم، وتبقى صعيداً واحداً لا اعوجاج فيها،ويقبضها الله ويمسكها بإصبع، والجبال تسير، وتنشق وتتحول إلى كثيب مهيل وعهنمنفوش، وتزال الجبال من مواضعها وتسوى الأرض لا ارتفاع فيها ولا انخفاض،والبحار تفجّر وتسجر، وتشتعل ناراً، والسماء تنشق وتمور وتضطرب فتصبح ضعيفةواهية، وتأخذ السماء في التلون فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان]الرحمن:37] قال الحسن: (أي تكون أبواباً)، وتكشط السماء فلا ستر ولا خفاء] ويطويها ربنا بيمينه كطي السجل للكتاب، ويمسكها على إصبع، والشمس تكور وتجمعويذهب ضوؤها، والقمر يخسف فإذا برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمسوالقمر [القيامة:7 - 9] والنجوم الزواهر تتكدر وينفرط عقدها، فتتناثر وتظلمالأرضبخمود سراجها وزوال أنوارها، والعشار تعطل، والوحوش تحشر، والأبصارخاشعة،ويموج الخلق بعضهم إلى بعض، والملائكة آخذة مصافها محدقة بالخلائق،يقول النبي: {اللهم إني أعوذ بك من ضيق المقام يوم القيامة} [رواه النسائي] في هذا اليومتعلم كل نفس ما أحضرت، يوم يقف الإنسان نادماً بعد فواتالأوان، ويؤخذ الخافيفي الصدور أخذاً شديداً، يبعثر ما فيها بعثرة فما خفيفيها يظهر، وما أسر فيهايعلن، صمت مهيب لا يتخلله حديث ولا يقطعه اعتذار " هذا يوم لا ينطقون * ولايؤذن لهم فيعتذرون " [المرسلات:36،35].


حال الصالحينوالمؤمنين:

وجوه هناك مبيضة مسفرة مستبشرة ضاحكة ناضرة، ووجوه أخرى مسوّدةباسرةعليها غبرة مرهقة بالقترة، المتقون يحشرون إلى ربهم وفداً، والمجرمونيساقونيومئذ زرقاً، والشمس تدنو من رؤوس الخلائق حتى لا يكون بينها وبينهم إلاقدر ميل، ولا ظل لأحد إلا ظل عرش الرحمن، فمن بين مستظل يظل العرش وبين مضحوبحر الشمس، والأمم تزدحم وتتدافع، فتختلف الأقدام وتنقطع الأعناق، ويجتمعحر الشمس فيفيض العرق إلى سبعين ذراعاً في الأرض ويستنقع على وجه الأرض ثمعلى الأبدان على سرائبهم، منهم من يصل إلى الكعبين، ومنهم من يلحمهإلجاماً، فيطبق الغم، وتضيق النفس، وتجثو الأمم من الهول على الركب، وترى كلأمةجاثية، يقول النبي: (يبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ) [متفق عليه].


النجاة من هذا اليوم:

إن النجاة من تلك الأهوال إنماتُنال برحمة الله، ثم بالعمل الصالح،والإنسان المقصر في ذلك اليوم نادم لامحالة، لا تنفع فيه المعذرة ولا يرتجىفيه إلا المغفرة، طالت بك الأيام أم قصرتفمصيرك إما جنة وإما نار.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "يا أيها الناس إن وعدالله حق فلا تغرّنّكمالحياة الدنيا ولا يغرّنّكم بالله الغرور " [فاطر:5]
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس