عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-2005, 04:37 PM   #1
بديع
عضو جديد


الصورة الرمزية بديع
بديع غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8752
 تاريخ التسجيل :  05 2005
 أخر زيارة : 04-05-2013 (01:21 PM)
 المشاركات : 4 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
العنف لدى الأطفال



تحليل لظاهرة العنف لدى الأطفال
بقلم الاخصائي النفسي بديع القشاعلة - فلسطين النقب

ان العنف هو ظاهرة منتشرة جدا في كافة أرجاء العالم وخاصة في مجتمعنا العربي, ان كان ذلك في البيت أو في المدرسة أو في الشارع أو العمل. والعنف ظاهرة سلوكية ذات أسباب نفسية واجتماعية .
ويطلق عليه في مصطلحات علم النفس بالعدوان Aggression , ويعرفه الخبراء النفسيون , على انه إيذاء الغير أو الذات أو ما يرمز إليها , ويمكن ان نراه في أشكال كثيرة كالعنف الجسدي والعنف اللفظي والمعنوي كالتوبيخ أو الشتم ... الخ.
وقد تراه في أشكال أخرى غير مباشرة كإسراف الوالد في مطالبه وأوامره ونواهيه , أو عصيان الطفل أوامر والديه , أو تضييق المعلم على طلابه بإفراطه في النقد والتهديد . هذه باختصار التعريف المتفق عليه بين علماء النفس للعدوان Aggression.
وكما قلنا مسبقا ان أسباب هذه الظاهرة من المحتمل ان تكون نفسية أو اجتماعية. والأسباب النفسية التي تؤدي إلى ظهور العنف عند الطفل هي كون العنف أو العدوان احد الدفاعات النفسية , وهي عديدة مثل :
1- الانسحاب.
2- أحلام اليقظة.
3- النكوص.
4- التبرير.
5- الإسقاط.
6- الكبت.
وهناك دفاعات نفسية أخرى يستخدمها الإنسان بشكل عام لتجنب القلق والتوتر, بسبب إحباط ما أو فشل ما .
ان قيام الطفل بهذا السلوك أي العنف , يؤدي إلى تفريغ طاقة هائلة من الكبت والتي ان بقيت في داخله حتما ستؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي . والسبب الرئيسي للعنف هو بالطبع الإحباط أو الفشل.
فالطفل الذي يواجه أحباطات عديدة في حياته ويكبت ذلك دون لجوئه إلى العدوان قد يصل به ذلك إلى المرض النفسي مثل مرض العصاب Neurosis . ان الأسباب الاجتماعية تلعب دورا مهما وكبيرا في نشوء هذه الظاهرة , كالضغوطات الاجتماعية , ان كانت في البيت أو في المدرسة أو في العمل أو في الشارع .
ان الضغوط الاجتماعية تؤدي إلى الشعور بالإحباط , الأمر الذي يولد طاقة هائلة في داخل الفرد , والتي يستطيع أخراجها عن طريق العنف .
ومن العوامل المؤدية للعنف عند الأطفال :
1- طبيعة المجتمع السلطوي :
وذلك يتمثل في السلطة الأبوية . إذ ان الأطفال ينشئون في مجتمع سلطوي من قبل الوالدين , الأخ الأكبر أو المعلم . فهم يستخدمون العنف الجسدي أو اللفظي لاعتقادهم أنها الطريقة المثلى في التربية.
ونتيجة لهذه السلطة وشعور الطفل بأنه موجود في جو سلطوي يكون الطفل فكرة حول العنف على انه طريقة سليمة ومباحة.
وحسب النظرية الاجتماعية النفسية فان الإنسان عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكا ممكنا ومسموحا ومتفق عليه فانه يتبع ذلك ويسير في حياته على نفس النمط.
2- العدوان المزاح أو المحول:
فالأب حينما يتعامل مع طفله بالعنف , يؤدي هذا إلى إحباطه فتصدر عنه طاقة عدوانية والتي لا يستطيع ان يفرغها نحو المصدر وذلك لكونه الأب , فيحول أو يزيح العدوان نحو الأصغر منه أو الأضعف منه . وبهذا ينتقل العنف والعدوان تدريجيا من الأكبر إلى الأصغر .
3- العوامل الشخصية :
إذ يقول الخبراء في الصحة النفسية ان الأب أو الأم أو شخص آخر إذا كان عنيفا فانه يصب عدوانه على الآخرين لأسباب وأحباطات شخصية لا يستطيع ان يعلن عنها . فيجد في الآخرين وخاصة الأصغر والأضعف مصدرا للتنفيس والأمان, فيعتدي ان كان جسديا أو لفظيا .
4- الشعور بالنقص :
ان الشعور بالنقص يؤدي بالطفل إلى العدوان كي يلفت انتباه الآخرين مما يشعره بذاته ووجوده .
وبهذا يوجه تركيز الآخرين من غيره أليه , ويتم تعلم العنف عن طريق التعلم الإجرائي , أي انه من المحتمل ان يقوم احد أفراد العائلة بسلوك عنيف ( كان يقوم أخ بضرب أخته مثلا ) وعندها يلقى هذا الأسلوب تعزيزا من الأهل الذين يعبرون عن ارتياحهم لتصرف الأخ الكبير , ومع التكرار فان هذا الأخ يتعلم السلوك الذي يلقى تعزيزا من الآخرين.

هذا باختصار تحليل لبعض أطراف السلوك العدواني أو العنف المنتشر في مجتمعنا , ولكي نعالج هذه الظاهرة علينا جميعا كمربين ان نبتعد عن العنف ان كان في البيت أو المدرسة أو العمل أو الشارع وخاصة أمام الأطفال لأنهم يتعلمون ذلك بواسطة التقليد .
كما وان اللعب الذي يقوم به الأطفال هو طريقة جيدة لتخليصهم من الطاقة العدوانية المكبوتة لديهم, لذلك علينا ان نشجعهم على ذلك . هذا والله ولي التوفيق.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس