نفساني - عرض مشاركة واحدة

20-11-2022, 07:47 AM

أسأل الله أن يفرج عنكِ أختي الكريمة وأن يصرف عنكِ السوء ، الانتحار من كبائر الذنوب ولكنه ليس كفراً مخرجاً من الملة وصاحبه تحت المشيئة يوم القيامة إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه ولكن قد ورد الزجر عنه والوعيد الشديد لفاعله ، قال الله تعالى : (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة" .

والمنتحر بسبب ظروفه وتعبه ومرضه أختي الكريمة كالمستجير من الرمضاء بالنار فلا نعيم الدنيا ولا شقائها يساوي عشر معشار ما في الآخرة من النعيم ولا العذاب ، فهل رأيتِ أحداً يفر من حر الصيف ويلقي بنفسه في فرن أو أتون من اللهب !! هذا لا يفعله عاقل ولكن للأسف هذا ما يفعله المنتحر ، تدبري حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه : "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغةً، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغةً في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدةٌ قط؟ فيقول: لا، والله ما مر بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدةً قط" فاصبري وصابري واعلمي أن الله رحيم بعباده وأكثري من الدعاء آخر الليل وأحسني الظن بالله ولن يخيب الله ظنكِ أبداً .