المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ستوكا

" ملعقة من القاع "

أعمال شاقة تفوق طاقتك كإنسان على مدار الساعة وفي ظروف قاسية بلا رحمة .. على الثلج حافي القدمين بملابس رقيقة متهالكة تحت ثلج يتساقط بغزارة والوجبة اليومية الوحيدة هي قليل من الحساء ( شوربة ) ٩٩ % منها ماء فقط ويوجد حبات قليلة من البازلاء تقبع في قاع القدر الكبير الذي يسكبو منه للمعتقلين في صحونهم الصغيرة.

ومعظم المعتقلين يحصلوا على ماء فقط في صحونهم لأن الرجل المسخر لهذا العمل لا يُنزل الملعقة لقاع القدر لكل المعتقلين .. وهنا يسعى بعضهم للحصول على ملعقة من قاع القدر بحيث يحصل على حبات بازلاء في صحنه مع الشوربة ربما تزيد من عمره يوم واحد وهذا يحتاج لأساليب ووسائل يملكها بعض السجناء الأقوى من غيرهم بحيث يجعلون السخري ( وهو أصلا واحد منهم تقريباً) يُنزل ملعقته إلى قاع القدر عندما يسكب لهم الشوربة.

يقول : هذه حالة يكون فيها نزول أو عدم نزول الملعقة الى القاع له تأثير مصيري على حياتك.

يقول أيضا : من ذاك الذي يفكر أو يخطر له شيء مثل هذا " ملعقة من القاع " .. بالنسبة لنا في تلك الحياة التي وجدنا أنفسنا في خضمها كانت تلك الملعقة وقاع القدر مسألة حياة أو موت.

من ( الانسان يبحث عن المعنى ) مذكرات سجين كان طبيب نفسي قبل الاعتقال ونجى باعجوبة بعد أن قضى سنوات طويلة في أسوء المعتقلات والذي مات فيه مئات آلاف البشر.