نفساني - عرض مشاركة واحدة

03-04-2022, 10:38 PM

قبل يومين رحت مكة عملت عمرة لإنسان عزيز على قلبي توفي قبل أيام.
ما ترددت .. ركبت سيارتي مبكرا وانطلقت .
وصلت منتصف الليل وانتهيت قبل الفجر .
أحب السفر بالسيارة مسافات طويلة حتى لو كان طوال النهار أو طوال الليل خاصة إذا كنت لوحدي . وهذه فرصة لا تجدها إلا في بلد كالسعودية تستطيع قطع أكثر من ١٠٠٠ كم وعلى طرق سريعة من أفضل الطرق في العالم.
أقصد أنك لا تستطيع قطع مسافات في دول مثل الكويت وقطر لصغر مساحتها ودول ثانية فيها مساحة لكن الطرق فيها بائسة.
ودائما أسافر ومعي كاميرتي وملحقاتها وأتوقف وأصور في أي مكان يعجبني حتى لو كان قمة كثبان رملية.

أسمع قرآن في السيارة وأحب علي عبدالله جابر وسعود الشريم.

والموسيقا التي أعشقها وأغاني من نمط أحبه والأغاني التي تعيد ذكريات كل مراحل العمر.
وهذا لا يحصل عندما تكون معي العائلة.

الأكل هو آخر اهتمام لي بالسفر حتى لو كان ١٢ ساعة متواصلة.
لما أجوع أفتح علبة زيتون فقط وآكل بدون خبز.
ما أحب آكل وجبات دجاج ورز وبرجر وهكذا...

الشيء الذي لا يحلو السفر بدونه هو القهوة.
وأول قهوة هي القهوة الإجبارية مع زوجتي قبل أن أنطلق صباحاً.

لماذا اجبارية ؟ هذه تحتاج موضوع لوحدها.

مرة عملت قهوتي وهربت بفنجاني وهي ما صحيت كعادتها وأنا ماصحيتها . وبعد نص ساعة اتصلت علي ....واعتبرتها خيانة عظمى ( نعم وضعي صعب الله يعين ).

الشخص الذي توفي هو أكثر انسان كنت أفرح بقدومه وزيارته لنا خاصة في العيد.
قلبي الطفولي كان يحبه لأنه كان انسان طيب وحنون وبشاشة وجهه وابتسامته طبيعية وحقيقية ونادرة.

وكان يحبني كثيراً وعندما كنا أطفال ونزور عنده لفترة طويلة اسبوعين او اكثر كان هو الوحيد من الكبار الموجودين الذي يتحمل ويستوعب حركاتنا الشيطانية والتخريب والأذى الذي نسببه بلا تعب طوال النهار.
يعني أذكر أن الآخرين كانوا يعاقبوننا بكلمة أو نظرة حادة ... إلا هو ... لا أذكر له أي تعبير وجه غير طيب.

الجفاء المخلوط بحزن شفته مرة واحدة في عينيه وكان ذلك عندما خطبت .
كان يتمنى أن أتزوج من عنده .. لكن بناته ( ليسو ) من النمط الذي يعجبني ويناسبني رغم أنهن جميلات جدا .
لكنهم ليسو مثل أبيهم أبدا.

مع تقدم والدي ووالدتي بالعمر أصبح عندي هاجس وخوف دائم من لحظة فقدانهم ..

تعتقد أنك سترتاح بعد سنوات من التعب وعندما تمضي تلك السنوات? تتفاجئ بشي لم يخطر على بالك : يبدأ أحبابك بالتساقط حولك كأوراق الشجر في الخريف.

ظل امرأة معجب بهذا