عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2021, 01:47 PM   #1
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
أنا وأختي ... ( حرب الألقاب ) .





اللقب في الطفولة سلاح دمار شامل ، لاشيء يؤذي ويغيظ كما يفعل اللقب.
لا أنسى أول لقب أمسكته أختي وألصقته بي ،
أذكر أنني كنت في صالة بيتنا وكان معي صديق ،
وكنا نشاهد التلفزيون على القناة الأردنية ، وطلعت ماجدة الرومي وكانت على مسرح جرش سنة ١٩٨٨ بفستان أسود لا أنساه وغنت أغنية عبد الحليم
( أنا كل ما أقول التوبة ) ، ورقصت على المسرح
بذلك الفستان رقصتها تلك التي لا تُنسى ،
وأنا كنت أحبها ومعجب بها سراً قبل ذلك بيني وبين نفسي ، لكن تأثري بحضورها المميز في هذا المشهد أفقدني حرصي وتكتمي ، وقلت لصديقي بأني أحبها ،
وخلال ثانية فقط خرجت أختي من الغرفة المقابلة تقفز وتصفق وتصيح : ماجدة ... ماجدة ... ماجدة ، لم أكن أعرف أنها في الغرفة المقابلة ، إنقبض قلبي ، وشعرت بأنني ضعيف ومهزوم ، وأن الأيام القادمة لن يكون فيها إلا الهموم والمعاناة.
وبالفعل ، في نفس اليوم ونحن مجتمعين على سفرة العشاء ، نظرت إليها ، فحركت حواجبها لأعلى وأسفل ، في إشارة تهديد واضحة ، وخشيت أن تفضحني أمام العائلة ، نظرت إليها بملامح تطلب الرحمة والشفقة ، فهزت برأسها موافقة ، ومن تلك اللحظة أصبحت أشعر بأنني تحت رحمتها.
وصارت تتمادى في استغلالي في كل شيء ،
وتعرفت على أشياء لم أتعامل معها من قبل
كالمكنسة وشطافة الماء وتقشير البطاطا ،
وأذكر أن والدتي مدحتني في ذلك الوقت لأنني أصبحت أساعد أختي في أعمال المنزل ، فنظرت لي أختي مع حركة الحواجب تلك ، أنا متأكد أنها تعلمت هذه الحركة من ( توم وجيري ) عندما تخطر للقط فكرة خبيثة فينظر إلينا نحن المشاهدين بخبث
محركاً حاجبيه لأعلى وأسفل.
وهكذا مضت الأيام وكنت أعرف أن هذا العذاب لن ينتهي إلا عندما أمسك عليها لقب يصبح سلاح ردع ويتحقق توازن استراتيجي وتتحول المعركة الى حرب باردة ثنائية التهديد .
وهكذا مضت الأيام حزينة ...
إلى أن زارنا ذلك القريب ذو الشخصية المميزة ،
كان ضابطاً كبيراً برتبة لواء وكانت رتبة من النادر
أن يصل لها الضباط في ذلك الوقت ، وكان هذا الشخص يحظى باحترام ومكانة كبيرة على مستوى العائلة الكبيرة كلها ، بل على مستوى المحافظة التي ننتمي لها ، وكان مثقف جداً وكلامه مسموع وأسلوبه في الكلام رائع ، عندما يتكلم يسيطر على المجلس كله ولو كان فيه ١٠٠ رجل ، وكان خدوم جداً خاصة للعائلة الكبيرة ، ويساعد الجميع .
باختصار كان هو الهيبة بذاتها.
وكان أعمامي وأقارب آخرين حاضرين وأنا وأختي حاضرين معهم أيضاً.
وكان التلفزيون على القناة الأردنية بصوت خفيض وطلعت ماجدة بالفستان الأسود يعني نفس الأغنية
( كان عرضها يتكرر كثيراً في ذلك الوقت ، الأردنيين يعرفون هذا ، كانت ترند فعلاً ههه ) وبس طلعت الأغنية أنا مباشرة نظرت بحركة لا إرادية خلال جزء من الثانية الى أختي ، لقيتها تنتظرني ، يعني كانت أسرع مني ، وحركت حواجبها لأعلى وأسفل ، وأنا قلت خلاص إنتهيت ، بحضور هذا الرجل ستكون ضربة قاضية ، ولما ماجدة صارت ترقص على
المسرح ، فقدت أختي السيطرة وصارت تحاول تحبس ضحكتها ، لكن الوضع انفجر وصار مفضوح ، ضحك اللواء وقال لها : خلنا نضحك معك يا أميرة
( كان هذا أسلوبه مع الأطفال ، ولا أقصد تشبيه اختي الشريرة بأحد . أيضاً هذه ليست خلود ... خلود هي أختي المتوسطة ) ، المهم لما قال لها : خلنا نضحك معك يا أميرة ، أنا تفاجأت أن والدي هو الذي رد عليه قال : باسم يحب هذه المطربة ، يعني كان سري مفضوح من زمان والأمم كلها تعرف ، وهنا دمعت عيناي ، وتفاجأت بضيفنا الكبير يدعوني لأجلس بجانبه ، ثم احتضنني بيده وقال : أنت يا عمو مذوق ، عندك ذوق وتعرف تختار ، وأكمل قائلاً : أنا أيضاً أحب ماجدة ، ومن أول مرة غنت فيها عرفت أنه سيكون لها مستقبل كبير ، ثم أعطاني ٥٠٠ ليرة
وكانت أكبر ورقة نقدية وذات قيمة كبيرة في ذلك الوقت ، وهنا فقدت أختي سلاحها وانهزمت واحتقنت واختنقت خاصة بعد ال٥٠٠ ليرة تلك ، ودمعت عينيها ورجفت شفتيها ، وصارت بحال تثير الشفقة.
لكن الرجل ( كبير فعلاً ) ناداها وأجلسها على يساره وقال لها : وأنتي يا أميرة مين بتحبي ؟! ... سكتت ... كان الظاهر أنها محتارة ، لكن الحقيقة أنها كانت خائفة وحذرة ، عجزها وصمتها هذا وملامح وجهها الضعيفة خلال هذا كله ، كشف لي الجانب الضعيف والرقيق جداً فيها ، الذي تخفيه وتغطي عليه بقوتها تلك ، وعندما أكد عليها ضيفنا الكبير ،
قالت : ميادة الحناوي ، وهذا غير صحيح لأني كنت أعرف جيداً المفضل عندها ، وكان واضح من ملامحها ونبرة صوتها أنها تكذب ، وأنها خافت أن تذكره وتعلن عنه ، كحال كل الإناث وأعتقد أنه سلوك غريزي عند الإناث لأنهم يعرفون بالغريزة أن ٩٩.٩٩ % من الرجال أنذال على الأقل في هذا الأمر ، فما أن يعرف الرجل ويتأكد أنها تحبه حتى يبدأ باستغلال ذلك ، ومن هنا تأتي العبارة الشهيرة : ( أنت تفعل بي هذا وتؤذيني لأنك تعرف أنني أحبك ولن أتخلى عنك ... حسبي الله فيك بس ) .

المهم الضيف عرف ولاحظ ذلك فاقترب وهمس في أذنها ثم أعطاها أذنه فهمست له ، وأشرقت عينيها وطفحت السعادة في ملامح وجهها ، فقال : نعم هذا يستاهل ، وأعطاها ٥٠٠ ليرة ، وسط ضحك هيستيري من الحاضرين الكبار ، وأعطاها قبلة وقال : كوني قوية مثل باسم ( عاد أنا ما قلت شي ) وقولي رأيك ولا تخافي من أحد.

كل هذه الأحداث كانت تجري على خلفية مرح وضحك من كل الكبار الموجودين في المجلس ، لكن بالنسبة لنا كأطفال كان كل شيء مؤثر وحقيقي ، وهكذا تحررت من هذا اللقب الذي مات ولم يعد له أي قيمة أو تأثير بل أصبح فخراً لأن ذلك ( الهيبة ) يحب ماجدة كما أحبها أنا .

ومضت الأيام سريعة ...
وفي أحدها كانت والدتي ومعها خالتي في زيارة لقريبة لهم إسمها ( ام زكي ) وعندما عادوا الى منزلنا ودخلت عليهم أختي وكنت أنا موجود في الغرفة ، قالت خالتي عندما شاهدت أختي :
ماشاء الله ( تقصد أختي ) طويلة مثل ام زكي.
وعلى الفور ضحكت أنا أما أختي فصاحت وبكت وهجمت على خالتي ولو لم تمسكها والدتي لكانت صفعت خالتي على وجهها ، خالتي المسكينة كانت مصدومة من ردة الفعل ، هي لم تقصد شيء ، الحقيقة أنا خطر لي أن أقفز وأصيح ... ام زكي
... ام زكي ... ام زكي ... لكني لم أفعل ،
ضحكت وحبست ضحكتني فقط وكان هذا كافي ، اللقب نفسه من النوع المدمر والثقيل جداً ،
وما يحتاج ... كما يقول السعوديين .
خرجت من البيت ورجعت بعد نصف ساعة
وعندما واجهت أختي لم أستطع كتم الضحك ،
بكت وصاحت وشتمت على الخالة ، وأقسمت أنها إذا زارتنا مرة ثانية ستقتلها ، وهكذا انقلبت الأمور
وصار موقفها ضعيف جداً ، وصارت تترصد وتحاول الحصول على لقب جديد تلصقه بي بأي طريقة ،
ولم يطل الزمن حتى أمسكت هذا اللقب ،
الذي لن أقوله لكم هههه.
لما عملنا قروب عالواتس أنا وأخوتي ، أول مشاركة لأختي كانت مقطع من أغنية ماجدة الرومي .
وأنا رددت : منورة ام زكي الغالية.
رد أخي : ولاتنابزوا بالألقاب .
ردت عليه أختي : منور أبو زميرة ... ( كان يبكي دائماً وما يسكت حتى يحصل على مايريد ) ومرة زارت عندنا عمتي كم يوم ، منحته اللقب وأنهت زيارتها وطفشت هههه .
كان ذلك اليوم في رمضان ونبشنا فيه كل شيء.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس