عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2021, 03:19 PM   #49
ثنائي القطب
عضو فعال


الصورة الرمزية ثنائي القطب
ثنائي القطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45984
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 18-07-2021 (03:06 PM)
 المشاركات : 40 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Aliceblue


كان ذلك كما ذكرت في النصف الثاني من شهر فبراير 2002
ظللت في البيت وحيداً أعاني أياماً وأياماً

كنت انزل لشقة جدتي أحياناً أحاول أن أكل لكن بلا جدوى

زاد السرحان والأفكار بدأت تأتيني أفكار انتحارية وكنت اتخيل داخل عقلي ان خيالاً يقفز من الشرفة ويسقط للأسفل
ولكن لم يكن هذا الخيال هو أنا ولكن كنت أفهمه أنني من يجب فعل ذلك وأرفض هذا الفكر بقوة
للتوضيح لم تأتيني خيالات أو رؤى أو هلاوس سمعية وبصرية ولكن كانت كلها أفكار

استمر الوضع أياماً حتى عاد أخي من سفره لقضاء أجازته الأسبوعية هو يكبرني بعامين ونصف فقط أي كان عمره حينها 22 عام
فكانت له حياته وله وأصدقاءه
أذكر أنه رأني في هذه الحالة فتحدث إلىَ ماذا بك؟ ماذا حدث؟ هل حدثت معك أي مشكلة؟ عرفني المشكلة وأنا سأقوم بحلها لك حتى لو المشكلة أنك مارست الرذيلة مع أحداهن وحملت سفاحاً منك أنا سوف أحلها لك

ولكن دون جدوى حيث كنت لا أرد على أحد ولا أتكلم مع أي أحد حتى بكلمة واحدة

نسيت أنني في أول هذه الفترة عندما لاحظت أنني لا أستطيع النوم كنت أخذ حبوب منومة حتى أنام حيث كانت تأخذها جدتي وكنت أنام بالفعل لكن مع عدم احساسي بالراحة أو النوم العميق وهذا أمر طبيعي في المريض النفسي أنه لا يستطيع النوم بعمق وإذا نام لا يشعر أنه نام

ثم كانت أول محاولاتي للانتحار ولأني لا أريد أن اتألم بالقفز من الشرفة
قمت بإحضار دواء المنوم وقمت بشرب كل العبوة وكان هدفي لارتاح من هذه الأفكار القاتلة وهذا الذنب العظيم الذي سوف اقترفه (إهلاك العالم حيث ضلالاتي كانت تقول لي أنني المسيح الدجال) وكنت اضغط على نفسي لأخد حبة تلو الأخرى حيث انني لست بالشخص الضعيف او الذي يقبل على الانتحار فيبدو ان كان عقلي يرفض ذلك
لكن مع الاكتئاب الحاد والضلالات التي تسيطر على عقلي فلا يوجد لدي اي مساحة للتفكير الهادي المنطقي او تحليل الأمور
فالأمر يشبه بحفار يحفر في رأسي طول الوقت بلا هوادة وأريد أن يصمت قليلاً بأي ثمن

قمت بشرب كل عبوة الدواء وبعدها مباشرة قلت لنفسي

ماذ فعلت؟ ماذا دهاك؟ سوف تموت سوف تذهب إلى الجحيم
قمت بالاتصال بأخي هاتفياً وقلت له لقد شربت عبوة دواء كاملة
فاحتد وثار وقال وماذا أفعل الآن؟!!!! أنا في مصر الجديدة وأبعد عنك ساعتين بالسيارة!!!
سوف تموت إذا لم تذهب إلى المستشفى حالاً
ثم اتصل بصديق له يسكن جانبنا
آتي هذا الصديق إلى المنزل وأخذني إلى مستشفى الدمرداش في منطقة العباسية
قالي لي وننحن ننزل على الدرج لماذا فعلت ذلك؟ فلم أرد لأني لم أكن أتكلم أو اتجاوب مع أي أحد
فقال لي لا يهم لا يهم الآن دعنا نذهب سريعاً إلى المستشفى
ذهبنا فعلاً إلى المستشفى وقمت بعمل غسيل معدة من خلال اعطائي مطهر لأشربه لأقوم باسترجاع ما شربت
ولأن الدواء كان منوم، نمت في المستشفى وحملوني إلى المنزل
ونمت لساعات طويلة في البيت
ثم سافر أخي إلى أسيوط ثانية لاستكمال دراسته

وعلم الكثيرين عن الأمر
أتى إلى أصدقائي يتكلمون معي بلا جدوى
لازلت أذكر ضحكهم بعضهم مع بعض
كان من ضمن أصدقائي شخص يشك في انه يوجد علاقة بصديقتي
ولأني كنت أود الحفاظ على سمعتها كنت لا أصرح عن هذه العلاقة وكان هناك بنت أخرى تأتي معي أحيانا إلى المنطقة في مكان عام لأنها كانت تحب ابن عمي وتود رؤيته
فقلت لأصدقائي انني على علاقة عاطفية بهذه البنت وكان السبب في هذا انني أود عدم الكشف عن حقيقة علاقتي العاطفية بصديقتي حفاظاً على سمعتها
فقام "صديقي" هذا بالاتفاق مع "صديق" مشترك كان زميل له في الجامعة ليتقرب مني ويعرف الحقيقة وكان ما خطط له بالفعل حيث أنني شعرت بالارتياح تجاه هذا "الصديق" الجديد وائتمنته على سري
وبدوره قام بإخبار "صديقي" الآخر

نعود لهذا اليوم الذي اجتمعت فيه مع أصدقائي في المنزل كانوا يتحدثون إلىً بلا جدوى حتى قام "صديقي" هذا بسبي بأمي ظناً منه أني غير واعي ولا أدري ما يدور حولي
وذهب إلى الهاتف الأرضي ليري من قام بالاتصال بي وطبعاً عندما وجد هاتف صديقتي تأكد من ظنونه
ولأنني في هذا الفترة كنت صامت كان عقلي يسجل كل ما يدور حولي جيداً ولأن ذاكرتي البعيدة قوية في بعض الذكريات التي أثرت بي فأنا أذكر من الماضي بعض التفاصيل الدقيقة ومنها هذه الفترة

كانت فترة كشف وتكشف
كل من يقابلني يظنني في عالم آخر فيقوم إظهار ما يبطن لي بشكل عجيب وكان منهم هذا "الصديق" الزائف وأول من سقطوا وتكشفت لي حقيقتهم
وللحديث بقية لأني في الحقيقة تسربت إلىَ مشاعر الحزن على نفسي في هذه الفترة وعلى الزائفون في هذه الحياة


 

رد مع اقتباس