|
تضاريسك التي تمر على جسدي..
يجلس على نفسه
وحين يريد التجول في المدينة
يترك جسده في الخزانة ..
آه
تضاريسك تمر على جسدي
شوارعك ومقابرك وأسواقك ومركباتك وهزائمك وجميلاتك وحروبك
آه ، بادلنا الحب قليلا يا وطني ..
بيته بلا سقف
ضحكته
حتى روحه كذلك
الطائر الذي لا يفهم كيف نعيش تحت السقوف ..
العالم يسقط من رأسي
رأسي الفارغ والمثقوب والحزين ..
أيها الجندي
لا تدخل المنزل بثيابك العسكرية
أخاف أن تدخل الحرب خلفك ..
العالم يضحك من فمكِ
فمكِ الصغير
ويشتم أيضا سوء حظه العاثر ..
يركض منذ ثلاث حروب
ولا يزال في الغرفة
غرفته التي لا تعرف السلام ..
الطائرات
الطائرات
الطائرات
فرصة عظيمة لرؤية الطيور العالية عن قرب
فرصة عظيمة لمداعبة أرواح الشهداء
وهي تصعد
فرصة عظيمة لمغازلة الشمس
وقطف رؤوس القتلة ..
دون ريبة أعبرُ شارعنا المزدحم
فهذا نصيبي من معجزات اليوم
معجزة المرأة المشغولة بملاطفة صداعي
معجزة الأطفال الراقصين على كتفي الأخرس
معجزة القميص الذي يكره رائحة الفقدان
معجزة الطائرة الورقية االتي تحملني إلى النجوم
معجزة الماء الذي يستحم بكِ ليصبح نهراً
معجزة القلق الذي يهرب خائفاً من ضحكتكِ
معجزة الليل الذي صار نهاراً
حين مر الجنود وعلى ظهورهم وطن حزين
معجزتكِ
أنتِ التي أعبرُ من أجلكِ حياتي المزدحمة
حياتي التي تشبه معجزات اليوم ..
يتمددان على العشب
وفي رأس كل منهما أمنية صغيرة
هي .. أن تضرم الأمل في الجحيم
هو .. أن يرى أطفاله يكبرون
رجل وامرأة لا يعرفان بعضهما جمعتهما حديقة ..
قاسم سعودي – شاعر من العراق
|