عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2016, 01:09 PM   #1
ارنيم
عضو نشط


الصورة الرمزية ارنيم
ارنيم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43686
 تاريخ التسجيل :  06 2013
 أخر زيارة : 03-01-2018 (03:48 PM)
 المشاركات : 65 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
ملحمة الفصول التسعة... من كتاباتي..لكل الامهات في نفساني..لا زال هناك متسع للفرح..



تحبلين
و تحلمين كل مساء
و يسكن الطفل
روحك
قبل الأحشاء
و يسكنك الإنتظار
و تعدين كل نجمة
و كل قمر
مر بالسماء
و ترسمين كل الوجوه
للطفل الذي
سيأتي بكل الهواء
و تعانقي كل الحروف
كي تنحت لك
اسما
لا يشبه كل الأسماء
لا يهم
أن تغرقي كل يوم
في بحر من الفرحة
أمواجه تحمل
سفن الشقاء
و أن تكوني على موعد
مع غثيان الصبح
و إعياء المساء
و جنون اللحظات
حيث امتلاؤك
يحتوي كل الخواء
و يكبر فيك
الطفل
و يأخذ كل يوم
شيئا من رئتيك للهواء
و شيئا من قلبك
لحب العطاء
وشيئا من ظهرك
لثقل البلاء
و شيئا من صدرك
لحمل النداء
و تكبر الصورة
و تكبر الأسماء
فتارة تحبين امتلاءك
و تحبين كل الأرض
و كل السماء
و تارة تكرهين الشمس
و تكرهين الورد
و ينزوي فيك
كل الغُثاء
وتحلمين
و أنت حبلى
بفرحة كل النساء
و تُمنين النفس
بعد النصب
بالفرحة الكبرى
و يَمّاً من الرخاء
و تنتظرين
وجه الشمس
يشرق بعد كل
العناء
و تفرحين و تحلمين
و تمنحين للطفل
اسما
و رسما
و تنصتين لنبضه
يملأ كل الفضاء
و تمنحينه ابتسامة
كل الصباحات
و عناقات المساء
و تعانقين امتلاءك
و تعشقين تقاسيمك
تمنحه
كل يوم
مزيدا من نبضك
مزيدا من دمك
مزيدا منكِ
و مزيدا من
كل الأشياء
و تنسين أن تتنفسي فرحا
كي ينعم بكل الهواء
و يحن قلبك إليه
و هو فيك و منك
و فصوله التسعة
تسكن كل الأنحاء
و تسقينه
من دمعك ماءا
كي لا يشعر بحر
الصيف
و من دفئك
تحيكين له سترة الشتاء
و تلبسين الورد له
كي يرى الربيع في عينيك
و تلونين الخريف فرحا
و تسرقين لعينيه
شيئا من وهج الحناء
و من أرق الليل
تنسجين له وسادة
كي ينصت لحكايات
كل النساء
و تلمسين كل الإمتلاء فيك
كي لا يستوحش في
زواياك و لا يبكي
إذا زارك الألم
و لم تنهي له
قصة المساء
و يكبر
و تكبرين
يا حبلى بكل
العري
و كل الرداء
و ها قد أهل
البدر مكتملا
و أرسل كل الضياء
و خرج إلى النور
بعد لهفة
و رجفة
و صرخة ملأت
كل الخلايا فيك
و مزقت صمت
الصبر
و مزقت صبر
الأحشاء
و صرختما معا
هو يحتفي بالحياة
و أنت تحتفين
ببعض الفناء
و خرج الوليد
للدنيا
و أضاءت كل الدنيا
إلا دنياك
أظلمت
بعد كل هذا الضياء
و خرج غريبا
و نسيت كل حكاية
و كل ابتسامة
و كل لمسة
أهديتها إياه
و أصبحت روحك
من الأمن
في عراء
لم تعرفي الغريب
الذي خرج من ظلمة
لأحشاء
و أظلمت فيك
كل الأضواء
و تنكرت روحك
للوليد
و خانتك أحشاؤك
بعد طول وفاء
و كأن الغريب
سحب كل النور
منك
و أطفأ سراج روحك
و شنق بحبله السري
كل سناء
و أرضعته حليبا
أسودا
بطعم الملح
و طعم الليل
و طعم السقم
و أصبح الزمان غير الزمان
و سافرت روحك
إلى لا مكان
و الجسد المنهك
يستجدي
بعضا من الكرى
للعين
و للقلب خبزا
و بكاءا للروح
بطعم الشفاء
و بعضا من الحنان
و بعضا من العرفان
و بعضا من الصفاء
و العالَم الغريب
لا يفهم كيف أنك
لم ترقصي فرحا
بالوليد
و لم تمنحيه بعضا
من الحب
و بعضا من الدعاء
و العالم الغريب لا يدري
أن الدعاء غادر
المآقي
و رحلت روحك بحثا
عن بعض المعنى
و بعض المبنى
ووجه السماء
لم يعلموا أن فصولك
لم تعد أربعا
بل تسعا جابت بك
قمما و سفوحا
و خاضت بك غمار البحر
و رمت بك
بعيدا عن قلو ب الأحبة
و قريبا من عين الأعداء
و أول فصولك فرح
يسافر بالنطفة
عبر خلاياك
و يصل بقلبك
عنان السماء
و فصل الحزن
ألا تكتمل الفرحة
و يستحيل اللقاء
و غضب ثالث من الكون
و من الرجال و من النساء
و من الرحيل و من البقاء
و رابع كره لضوضاء الحواس
و بريق العيون الجذلى
و صمت الشقاء
و خامس ثرثرة
على ضفاف مرآة
لا تعرف تفاصيلك
الحمقاء
و السادس صمت مخيف
يسبق رعد الشتاء
و السابع جنون يحتوي كل العقل
و كل الهراء
و الثامن خوف من الظلال
و من الناس
و من الحياة
و من الضياء
و خوف أن تخافي
و خوف الا تخافي
و خوف تقطنه
الأشباح و الأشلاء
و تاسع الفصول
أن تقبل روحك
كل هذا و تمسح عنك
كل غمَّاء
و كان النفق يبدو سوادا
في سواد
معلقا في الهواء
و أدرت ظهرك
لمهد الصغير
كي تنعمي
ببعض الهدوء
و بعض ارتواء
و بحثت طويلا
عن ظل كان لك
و تنكرت لك حروفك
و تنكر لك العالم
و سط كل هذا العناء
فقائل مجنونة
إمنحوها بعضا
من الدواء
و قائل امرأة كسلى
لا تتقن فن
الرماء
و قائل حتى القطة تحبل
و لا يسمع لها صوت
و لا مواء
فلم كل هذا الضجيج
و كل هذا الوباء؟
و بدا بعد الفصول
ضوء ينزل
بطيئا
مع صوت السماء
و بدت الروح تخطو
كل يوم
خطوة نحو الشفاء
و تعلمت العالم
من جديد
بعد غربة الظل
و غربة الحواس
و ظلمة الصباح
و غربة المساء
و تعلمت أن تحبي ظلك
كي تحبي الوليد
و يسري في روحك
نبض غير نبضه
و أن تحبي روحك
و تمنحيها بعضا منك
و بعضا من الولاء
و تعلمت
ألا بأس أن تخافي
و أن تحزني
و أن تخطئي
و أن تغضبي
من بين كل النساء
و تعلمت أن حرفك خلاصك
و أن فصل البوح
يختصر
كل الفصول و كل البناء
و تنتظري
أن تحبلي مرة أخرى
بحروف أخرى
من ربيع و صيف
و خريف و شتاء
و تنتظري
عودة الحواس
إلى أماكنها
تحتوي منك
كل الشظايا و كل
الرَغاء
و تعلمت
أن مابين البياض
و بين السواد
مساحة كبرى
تحتمل مخاوف الشك
و أجنحة الرجاء
و تعلمت الخطو من جديد
نحو روحك
و نحو الكون
و نحو السماء
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس