المشهد الأول : صناعةُ النجاح
أنهى المهندس صلاح دراسته في الخارج بتفوق مُبهر يعكس مدى اجتهادته في سنوات دراسته ، على الرغم من جميع الظروف الصعبة التي مرَّ بها من مضايقات ومشاكل أمنية ومناوشات من حاقديه من الديانات الأخرى .
حيث جاء الأول في الترتيب العام بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف في هندسة الصواريخ النووية وبفارق خمسين درجة عن الثاني زميله النصراني ، وبفارق مائة درجة عن زميله اليهودي ، مما أهله لاستحقاق وسام من الدرجة الممتازة من المجلس الوطني للبحث العلمي ، والذي يرئسه شخصياً رئيس وزارء تلك الدولة المحتضنة للمجلس .
أما صديق طفولته رامي والذي يدرس في كلية هندسة الإتصالات فقد أخفق في الحصول على الدرجة المؤهلة للإمتياز ، وعذره في ذلك - حسب تعبيره – راجعٌ لصعوبة الأسئلة وحجم التنافس الكبير بين زملائه ، ولم ينسى أيضاً كعادته في مراحل دراسته إلقاء اللوم بشدة على طاقم الدراسات العليا الذي ناقش بحث تخرجه ؛ متهماً إياهم بتحاملهم الصريح والمُتعمد عليه .
أنهى المهندس صلاح جميع أموره الرسمية والدراسية عازماً بذلك العودة بأسرع وقتٍ ممكن إلى أرض الوطن ، بعد أن رفع راية الإسلام خفاقةً في بلد دراسته ، وبعد أن رفض جميع العروض الوظيفية الذهبية والمُغرية والتي يعتبرها بعضُ المغرورين بتلك البلاد أنها فرصة العُمر ، والتي تقدمت بها جميع مؤسسات التسلح النووي في تلك الدولة ، وبعضاً من مؤسسات التسليح النووية للدول الصديقة لتلك الدولة ، جاء ذلك في مؤتمرٍ صحفي مُقتضب أجراه صلاح عند سُّلم الطائرة أثناء مغادرته لتلك البلاد ، و نقلته على الهواء مباشرة خمسُ قنواتٍ خاصة وثلاثُ قنواتٍ حكومية في تلك الدولة ، وأُعيد بثه مُسجلاً في نشرات أخبار تلك القنوات .