عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2004, 11:25 AM   #17
مريام
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية مريام
مريام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5552
 تاريخ التسجيل :  01 2004
 أخر زيارة : 16-12-2015 (07:08 AM)
 المشاركات : 3,376 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


شهيد من أبناء تبوك ... أمتطي النار ، والموت ..!!
أحترق ليحيا غيره ..
( علي حمود السريع )

غروب يوم سبتنا الماضي ..
والمآذن في صلاة المغرب تصدحُ ..
امتطى عليُّ صهوة النار ..
ما تراجع .. هانت نفسه ..
نسي أطفالهُ ، وأمه ..
ما بين عينيه إلا وطنه ..
ومبادئ أحمد تشربتهُ ..
فأيقن أن الذات دنى أجلها ..
وإن شروق يوم الأحد سيكون في قبره ..
تلك الذوات الكبار تجهد أجسادها ..
فتهب الروح ، والدم ..
وتصدُ أي شئ يجرح الوطنُ ..



في محطة للوقود داخل الحي ..
هرع من مركبته ، والذهول يلف الجميع ..
والخوف في عروقهم يسري ..
أدار شاحنة البترول ، والنار فيها تشتعل ..
يمينا يسارا ..
وقلبه خافقا ، ونبضاتهُ تتسارع ..
ما هاب الموت ..
هالته الفجيعة إن لم يسوقها خارج الحي ..
يا نبله .. يا قوة باسه ..
سرى بها سرى ، والظلام يزحفُ ..
حتى دنى من ركام التراب في أرضٍ فضاء ..
هجعت نفسه ..
وتأكد أن لا بشرُ حوله ..

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



أتته النار تغمرُ غمارة الناقلة ..
أتت تصافح أعذب ، وأطهر جسد ..
أتته كأني بها تقول ..
إن شاء الله ..
نار جهنم ليست لك ..
لك الفردوس ، وحور العين ..
والكوثر توضئ منه ، واغتسل ..



يا بعضه تفحم سوادا ..
والمسك لونه أسـود ..
يا أبيض القلب ..
الكل لك يدعو ..
فردوس ربي لك مستقرُّ ..



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يا أطفاله العشرة ..
وأبويه من مُعيلُ لهم ..
الله الرازق ، والحافظ ، والمنعم ..



يا رقيبا في رتبته ما تفاني في خدمته ..
كل النجوم لن تجزيك لو رصّعت من رأسك للقدم ..
إن كانت الجزيرة بعبد العزيز معلماً ..
فــأخي " السيل " رمزا لطائفنا ..
والرائد العذب رمزا لقُرياتنــا ..
والنماص من لها غير الحنان خافق ..
تلك نماذج ، وأمهاتنا أرحامهن لا تعرف العقم ..



تبوك اليوم تزهو ..
وبياض جبينها يعلو ، ويعلو ..
وبعلي ابن حمد السريع تُعرفُ ..
شهما .. شجعا .. باسلا ..
امتطى النار والموتى ..
كي تعيش نفوسا ،
ولا يحترق كهلا ، و طفل ..
تبوك وما أدراك ما تبوك ..!!
ذات من وطنـي ..
فداء لا بعده فداء ..
عطاء يُخجل العطاء ..
كرما .... أنعم به من كريم !!
ما حاتم إلا ذرة في محيط كرمك..
نحر النياق ، وأنت نحرت الذات ..
أبعـد هذا كرم ..!!
تلك الرجال الواحد بألف ..
وفي أمتي ألف ، وألف ..
ما تلطخت يده بدم ..
ولا اعتدت على مالٍ ..
بل دمه الطاهر صد به دماء ،
وأشلاء كانت ستنتثرُ ..



لمثل عليِّ السريع تبكي العين حسرة ..
والغصة تحاصرك ألم ووخز ..
لمثله تُمنح النياشين ، والأوسمة ..
لمثله يُهدى من نا الوسام الذهبي ..
ويحمل لأطفاله ليعرفوا أن العين هنا بكت ..
وأن الدعاء هو ما نجود به ..
وولاة الأمر عليهم إكرام ابن الوطنُ ..
لمثل هذا المفتدي تُسطّرُ حروف اسمه ذهب ..
ويخلد معلما في الحي ، والطريق ، والمدرسة ..
لمثله يُبنى مسجداً وقفا له ..
وحروف اسمه تعلو بواباته ، والمنبرُ ..
لمثل هذا تُمنح لأطفاله تذاكر السفر ..
هبتاً إن رغبوا العمرة أو الحجُ ..
وتفتحُ ملفات في أي مشفى ..
قد يحتاجه طفلاً من أبنائه لو زراه المرضُ ..
لمثل هذا الشهم ..
يُطوّع القلم ليكتب المقالة ، والقصـة ، والشعرُ ..
ليقرأها الطفل في صفـه الأول ....... والسادس ..
وفي الجامعـة يقررُ ضمن منهج الوطنُ ..

أرأيت يا توأمي ..؟!.
أشعرتِ بما أشعرُ ..؟!.
أتوق لطفل مني ..
مثل عليِّ ..
مثل طفل الحجارة ..
يتقلّبُ في أحشائك ..
وتكون في الغدِ روحه ، ودمه فداء للوطن ..




************************************************** *******




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس