عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-2015, 12:50 PM   #1
"الفارِسة"
عضو نشط


الصورة الرمزية "الفارِسة"
"الفارِسة" غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45833
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 13-10-2022 (07:34 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
ذات اللون الأحمر .. آخر قصة قصيرة بقلمي



ذات اللون الأحمر

الاسم: براء البحارنة
العمر: ٢٨ سنة
التّشخيص: ثنائي القطب
تاريخ التّشخيص: ٣٠/١/٢٠١٥
الدّواء: ليثيوم 300 مج ثلاث مرات في اليوم

نظر براء إلى القطعة الصغيرة الدائرية الشّكل ذات اللون الأحمر بحقد.

“و هل سآخذ هذه مدى العمر يا دكتور؟”

“آسف أن أخبرك أن نعم، عليك أخذها مدى الحياة”.

“ماذا عن أهلي و أصدقائي؟ ماذا سأقول لهم؟ ماذا سأقول لمديري في العمل؟ مجنون يسيطر على جنونه بواسطة حبّة!”

“اهدأ يا براء، لستَ بالمجنون و لا هذا الدّواء يُعطى للمجانين، مجرّد إصابتك بمرض يؤثّر على سلوكك و حياتك لا يجعل منك مجنونًا”

“استريح يا دكتور! هذا الدّواء لن آخذه حتى لو كلّفني الأمر أن أعيش مُعاق النّفس!” قالها براء و عيناه تدوران غضبًا .. ثم رمى الدّواء على الأرض و داس عليه، و قصد الخروج من باب عيادة طبّ العائلة .. و أغلقه بقوّة حتى ارتجّت العيادة.

“ما الذي ألجأني أصلا إلى طلب الاستشارة!”

“و الأدهى و الأمرّ، ماذا أقول لزوجتي، و صديقتي، و ابنة عمي، و نور عمري خلود؟! هل لو صرّحتُ لها بالمرض ستبقى معي تساندني و تعينني عليه؟ أم أنّها -و هذا الذي أعتقد أنّه سيحصل- ستطلب منّي الطّلاق؟

كلا و كلا، و الله لَأَن أطلِّقها بنفسي، أهون علي من أسمعها تأمرني بذلك. أنا أعرف خلود، إنّها مع شدة حبها لي، إلا أنّها لا ترضى بشيء يمسّ سمعتها المهنية العالية .. حتى لو كان أحبّ الناس إليها .. أنا.”

فتح براء باب بيته في ذاك اليوم و ألف شعور يختلج في صدره حيث ينظر إلى زوجته تعدّ الغداء .. فلما علمت بدخوله المنزل سارعت إلى الباب و رحّبت به و هلّلت ثم حضنته حضنًا طويلا .. قبل أن تنزع نفسها همس بأذنها ..








“أحبّك خلود، أنت طالق”.







ثم تركها ذاهلة متسمّرة في مكانها و غادر إلى داره.

دخلت عليه خلود الدار فرأى وجهها مبتسمًا ابتسامة غير ما توقّعها .. فقالت له: “أعلم يا براء لم طلّقتني، و أتفهّم ذلك، قد كنت مستعدة لهذا اليوم، يبدو أن حبّنا قد كُتب له الغروب بسبب هذا المرض”.

قال لها -و قد صَدَّقت ظنونَه- : “ها قد علمتِ، الآن احزمي أغراضك و الحقي بأهلك”.

لم يحتمل براء رؤيتها فخرج من غرفتهما و عزم على أن يغادر البيت حالما تنتهي من حزم أغراضها.








حينما وصل الباب أحس بشيء قد انكسر تحت حذائه، نظر إليه فإذا هو فتات قطعة صغيرة كانت دائرية الشّكل ذات لون أحمر.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس