الموضوع: للحزن مقال ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2015, 10:36 PM   #1
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 29-05-2024 (08:16 PM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
للحزن مقال ...



من منا لا يحزن ؟ من منا لم تمر عليه نوبة حزن لأي سبب ؟ لا أحد أبدا
لم يجرب الحزن مرارا في حياته ، لأن الحزن استجابة طبيعية لحدث أو
معاناة اصابت أي منا ،،،
نحزن حين نصاب بأزمة عاطفية ، او موت عزيز وهي الأشد ايلاما على
الشخص ، خسارة وظيفة ،تبخر حلم ، فشل دراسي ، كثيرة هي اسباب
الحزن ،، ولكن ما يهمنا هو ،، كيف نتجاوز هذه الأزمه ؟؟

هذا ما سنتطرق في هذا المقال ، استراتيجيات تساعدنا على تجاوز
أحزاننا والتقليل من تأثيرها على أنفسنا ،،،،

لنفهم اولا ايها السادة ماهو الحزن ، إن فقدان شخص تحبه او تهتم لأمره يعكس عليك ألما عميقا ومؤلم للغاية ،
هذا ما نسميه الحزن ،،،، ومن هذه المرحلة تواجهك عاصفة من هذا الألم ( الحزن ) ،
وهذا بلا شك ردة فعل طبيعيه ، لأن الخسارة كانت كبيرة ايضا ، فلا نستطيع أن نقول لشخص ما أنك تتألم بطريقة خاطئه ،
او فلان يتألم بطريقة صحيحه ، لا يوجد مقياس للألم ( الحزن ) ،،،
ولكن هناك استراتيجيات للتعامل مع هذا الحزن وهذا الألم الذي يجتاح حياتك ،،
وعليك اتباع هذه الإستراتيجيات في الوقت المناسب ، لكي تستطيع المضي قدما في حياتك ،
لأن وقع هذا الحزن يكون تجربة فردية وشخصيه ،
ومقدار الحزن وشكل الحزن يعتمد على شخصيتك وأسلوبك في التكيف مع هذه التجربه ،
وإيمانك بطبيعة الخساره ، وهنا الإختلاف بين شخص وآخر ، فقد تجد شخصا يحزن بلا نهايه ،
وغيره لشهور ، وغيره لأسبوع ، ليس هناك جدول زمني لفترة الحزن تنطبق على الجميع ،،
ومهما كان شكل حزنك وحجم خسارتك ، عليك أن تقف مع نفسك قليلا لتساندها ،
لا ان تستسلم كأنك تستمتع بهذا الحزن ،، واسمح لنفسك تدريجيا التكيف مع هذا الفقد ،،،

إن عدم التكيف مع الحزن والوضع الجديد في حياتك ، وعدم وجود من يقدمون لك الرعايه بهذا الخصوص ،
والدعم النفسي لكي تكون فترة حزنك قصيرة ، وبالنهايه تتكيف مع الأمر وينتهي الحزن ،
من شأن انعدام الداعمين لك وعدم تكيفك هو إصابة البعض بآلام بدنية قد تصل الى ضعف عضلات القلب ،
او ضغط الدم او السكري ، وبعض الأمراض النفسيه كالإكتئاب و وسوات الموت والقلق ،
وما الى ذلك من التأثيرات الجانبيه ،،

ولكي تساعد نفسك عليك أن تعي اولا ماذا يحصل لك إن فقدت عزيزا ،
وهذا هو الفقد الكبير الذي من شأنه ترك ألما وحزنا كبيرين في الإنسان ،،، فتجد نفسك تنكر ما حصل ،
وتعيش فترة اللاتصديق ولا مقتنع بما حصل رغم ايمانك أن لكل عمر أجل ،
بعد ايام ستتقبل الأمر وتقتنع انه امرا واقعا يجب ان تعيشه ،
فتنتقل من مرحلة اللامقتنع الى مرحلة الإحساس بالفقد والغضب والتساؤل ، لماذا أنا ؟ لماذا فلان ؟ كيف حصل هذا ؟ ،،،

فتعيش بجانب ألمك الكثير من الغضب ايضا والكثير من التساؤلات التي تخلق منك ملحدا لفترة من الوقت وغير مؤمن بما حصل ،،
تتطور حالتك لمرحلة أخرى بعد الغضب وهي البحث عن مسؤول ، من كان السبب ؟ لو أنني نقلته الى مستشفى ما كان سيموت ،
لو أن الجراح فعل ذلك لكان الأمر ما حصل ، متناسيا طبعا أن لكل أجل كتاب ،
فالمساومة هنا لا تأتي بالنفع ولن تعيد الزمن الى الوراء ،، ثم تأتي المرحلة الصعبة ، الدخول في إكتئاب وحزن عميق جدا وحداد ،،،

إن جميع المراحل السابق ذكرها قد تمتد وتقصر حسب الشخص وسرعة تكيفه مع الواقع الجديد ،
وحسب ما يحصل عليه من دعم ، فقد تطول الفتره لزمن في مرحلة يختلف عن المرحلة الأخرى ،،
وتبقى في دوامة الغضب والمساومة والإكتئاب واللامقتنع لشهور او اسابيع او سنين ،،
هنا عليك إيجاد الداعم القوي لك ، وعليك أن تساعد نفسك ، حتى تتكيف مع الأمر وتنتقل الى المرحلة النهائيه لهذا الفقد ،
وهي مرحلة قبول الأمر والتسليم بأن ما حصل كان سيحصل تحت أي سبب ، ويجب أن لا تتوقف الحياة هنا ،،،
علما أنه من الطبيعي ان تعيش هذه المراحل السابق ذكرها ، وكل حسب شخصيته ، فقد تعيش بعض من هذه المراحل دون الأخرى ،
وهذا طبيعي ايضا ،،،


مع امنياتي لكم بدوام الراحة والفرح وأبعد عنكم كل مكروه ،،

مع تحياتي
المشرف العام لمنتديات نفساني
ابراهيم الحوراني
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس