صرخة أم
 

......
ماذا يدور في رأس ولدي.......كان مثلنا
فإلى اي عالم ذهب ...مالذي يجعله شاردا ...
عجيب حاله.. يثور وسرعان ما يضحك ...سرعان ما تتبدل احواله.....لماذا يحدث نفسه.....مع من يتكلم....
ما اصبح يهتم بنفسه........لماذا ترك عمله...لماذا يجلس
وحده..........
....هذا حال الام تتعجب وتصرخ من داخلها ...مالذي اصاب ابني
....كان طفلا هادئا طيبا ذكيا ...مالذي غيره وبدل احواله... ان ابني قد سحر .....انها فلانة وربما فلان ....تبحث الام عن مصاب ابنها فتارة عند الشيوخ وتارة باكية وتارة داعية ربها....تدور هنا وهناك ...
مسكينة تلك الام ....ما صادفت تلك المشكلة من قبل...مالحل...هذا سؤالها ...وتخشى ان يسوء حاله
وفجأة وبعد معاناة عند الرقاه يقول لها الراقي اذهبي
لطبيب....وتذهب متحسرة على حال ولدها ولكنها تقاوم
الحسرة بالرجاء واذا بالطبيب يخبرها الحقيقة ...ابنك مصاب بالفصام ..وما هو الفصام.. ما هذا امتأكد انك تقصد ابني...نعم انه ابنك...واذا بنفس السؤال يتكرر ....مالحل.....يرد الطبيب سأكتب له العلاج ..
.........وتتولد صرخات داخلية في قلب الام ...صرخة تناجي ربها...انه ابني ..فلذة كبدي....وصرخة هل سيشفى ابني
..وصرخة ماذا سيحدث لو ترك العلاج...وماذا لو لم يتقبل
.....وتفاجأ بوليدها لا يريد اخذ الدواء......وهي لا تعرف
ماذا ستقول له .....وتبدأ رحلتها مع مرض ولدها وكأنها
هي المريضة ....تدور وتبحث وتتابع وتدفع ابنها نحو الحياة
......رحلة طويلة ...تنظر لحال ابنها وهو يتحسن فتفرح وسرعان ما ينتكس فتحزن ....ومع الايام تعلم الحقيقة
..........ان الام عظيمة فعلا .......وتظل حياتها صرخات
داخلية ومعاناه لا يعلمها الا من جربها....فالنار لا تحرق
الا من امسك بها.........لو علمتم قيمة الاباء لقبلتم ايديهم
وارجلهم....انها امك ......لا احد يحبك مثلها ...وان شئت
الصدق فلا احد يحبك غيرها في دنيا طغت المصالح عليها
....من سيضحي بنفسه من اجلك غيرها ...من يتحملك..من
يخدمك ...من يدعو ويبكي لله من اجلك....انها امك...
وصرخة جديدة من نوعها مؤلمة في وقعها ...ماذا لو
توفيت من سيهتم بإبني في ذلك العالم الموحش.....
اريد الاطمئنان عليه .........وتظل حياتها تصرخ ولا احد يسمع.......انها امك ...فاحرص عليها وقبل قدميها..انها رحمة الله بك .........

جزاك الله خير على ما خطت يداك