نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   الملتقى الإسلامي (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   علم النفس القرآني (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=51027)

يحي غوردو 03-06-2009 10:13 PM

علم النفس القرآني
 
باسم الله الرحمان الرحيم

يا إلهي:

لقد كنت أرى ولا أبصر،

وأعلم ولا أعقل بعضا من آياتك التي لا تحصى في الكون وفي نفسي،

فقذفت في قلبي نور الإيمان

وأنزلت لي سبل الهداية،

وكشفت عن بصري وبصيرتي غشاوة الجهل والضلال...


يا رب:

لقد كنت ضالا فأرسلت من يهديني،

وتعيسا بالبعد عنك،

فأسعدني التقرب منك،

هل لعبدك التائب أن تتقبل منه هذه المحاولة المتواضعة للشكر والحمد وأنت أرحم الراحمين، وخير الغافرين؟

وسبحانك على حلمك بعد علمك ...

عبدك التائب : ع. ش

يحي غوردو 03-06-2009 10:14 PM

باسم الله الرحمان الرحيم

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)(سورة ق)





الاسلام إذا فُهم ودُرس وطبق بصورة منهجية علمية في البيت والمدرسة والمجتمع، كان وحده القادر، كنظام سماوي متكامل لا ثغرات فيه، على أن يخلص الانسان من كل عقده النفسية...

بل قد يتسامى بها، فيحول عقد الموت إلى فضيلة الجهاد، وطلب الشهادة،

وعقد الحرمان والنقص والتعالي إلى فضائل المحبة الصادقة الثقة بالنفس والواضع والصبر...

وعقد الحرص والشح إلى فضيلة الاحسان والايثار...

وعقد الجـنـس إلى فضيلة العفة والترفع عن كل شهوة جنـسية آثمة.

يحي غوردو 03-06-2009 10:17 PM




من إيمان الفطرة إلى إيمان اليقين


(يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174)(النساء)

"إن الإيمان ليخلق (يضعف ويبلى) في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فسلوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" حديث شريف، رواه الطبراني)


"إن الإيمان هو أقوى وأنبل نتائج البحوث العلمية.
إن الإيمان بلا علم ليمشي مشية الأعرج.
وإن العلم بلا إيمان ليتلمس تلمس الأعمى." (أينشتاين)



******************************
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
*****************************
(اقرأ باسم ربك الذي خلق ) أول آية مباركة في التنزيل، هي أمر من المولى عز وعلا لكل إنسان عاقل بأن يتعلم، والاستزادة من العلم أمر إلهي آخر (وقل رب زدني علما) والذي بلغ الدعوة عليه أزكى الصلوات، وصف نفسه قائلا: "إنما بعثت معلما" لذلك لا ينتقل العبد المكلف من خانة المسلم بالهوية، وهي مع الأسف حالة أكثر المسلمين اليوم، إلى خانة المسلم المؤمن حقا، وهي حالة القلة، إلأ إذا انتقل بإيمانه نقلة نوعية، من إيمان الفطرة إلى إيمان البرهان أي الحجة والدليل، ولا يكون ذلك إلا بواسطة العلم، فالايمان الصحيح، هو عملية منطقية، فكرية، علمية، قبل أن يصبح مسألة وجدانية شعورية. ولا يخشع قلب الانسان وتلتزم جوارحه بالطاعة لتعاليم السماء، إلا إذا تكونت لديه الحجة والبرهان، أي الدليل العقلي المنطقي والعلمي الذي من خلاله لا مناص لكل خلية من خلايا دماغه المفكر بالتملص منه، وعندئد فقط يخشع قلبه وتلتزم جوارحه، وتصبح لديه المناعة ضد كل أصوات التشكيك المنبعثة من النفوس المريضة، الأمارة بالسوء، الظانة بالله (ظن السوء) وما أكثرها وأعتاها في داخلنا ومن حولنا...




يحي غوردو 03-06-2009 10:23 PM




لا يمكنن أن نتكلم عن النفس البشرية دون الخوض في ما يسمى "علم النفس"


علم النفس، خلافا لبقية العلوم المادية، وكأكثر العلوم الانسانية ليس علما بالمعنى المتعارف عليه، أي مجموعة قوانين وثوابت أثبت الوقت والتجربة صحتها كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وغيرها من العلوم المادية، لذلك يختلط في أذهان الناس، وكثير من المهتمين بالعلوم النفسية التفريق بين الجسد والنفس والروح، وخاصة بين النفس والروح فيجعلونهما في معنى واحد. ولقد ساهم في هذا الغموض كثرة النظريات والمدارس النفسية والفلسفية التي عالجت ماهية النفس، والظواهر النفسية ومنشأها عند الانسان والحيوان. والباحث المؤمن يجد في كتاب الله الكريم، وهو كتاب الهداية والصيانة للنفوس، كلمة الفصل في التفريق بين الجسد والنفس والروح، والثابت الذي نعتمده للتعريف بالظواهر النفسية ومسبباتها وسبل الوقاية منها، فهو الفيصل وفيه تبيان كل شيء:
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(89) (النحل)


يحي غوردو 03-06-2009 10:25 PM



************************
النفس في التعريف القرآني:
************************


الكل يتكلم ويكتب في النفس، والقلة تستطيع تحديدها وتعريفها بكلمات بسيطة. فهل من تعريف لهذه الأمارة بالسوء، كما جاء وصفها القرآني على لسان سيدنا يوسف: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ(53) (يوسف).
ما كنه هذه النفس التي وصف مجاهدتها الرسول عليه الصلاة والسلام بالجهاد الأكبر فيما روي عنه "جئتم من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر، قالوا وما الجهاد الأكبر يا رسول الله ؟ قال: جهاد النفس"

وردت كلمة النفس في القرآن الكريم في مئتين وخمس وتسعين آية كريمة، تبين لنا من دراستها أن لكلمة النفس قرآنيا معاني عدة كأكثر الكلمات في كتاب الله.

1) وردت كلمة النفس في بضع آيات فقط، تعني كلمة النفس فيها، ذات الله تعالى أو صفاته, ففي قوله عز من قائل:
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(116) (المائدة)
ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى(40)وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي(41) (كتب على نفسه الرحمة) (كتب ربكم على نفسه الرحمة)
النفس في الآيات الكريمة السابقة تعني، كما ذكرنا، ذات الله تعالى.
ولا نسمح لأنفسنا، ولا ننصح أحدا بأن يبحث في ذات الله... فالمولى عرف ذاته بقوله (ليس كمثله شيء) والقاعدة النبوية الشريفة تقول: "تفكروا في خلق الله، ولا تتفكروا في الله، فإنكم لن تقدروا قدره) رواه الاصبهاني في الترغيب...

أما في قوله تعالى: وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(28)(آل عمران)
وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(30) (آل عمران)
فالنفس هنا تعني صفة من صفات الله، ولله أسماء وصفات هي سبعة وتسعون اسما هي من أسماء الله الحسنى أما "الله" و"الرحمان" فهما اسما ذات، ومن الواجب التفكر في صفات الله ودعوته بها: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ومن أسماء صفاته الجبار والمنتقم...

(...)

أمورة نفساني 03-06-2009 10:26 PM

تسلمين .....

يحي غوردو 03-06-2009 10:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمورة نفساني (المشاركة 411227)
تسلمين .....


مرورك أسعدني مشرفتنا المقتدرة

أرجو تصحيح "تسلمين" إلى "تسلم"

شكرا لك مرة أخرى

يحي غوردو 03-06-2009 10:32 PM





2) من معاني النفس قرآنيا: الروح، والله أعلم، إذا قرنت كلمة النفس بصفة المطمئنة. ولقد ورد هذا المعنى في آية واحدة من كتاب الله: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) الفجر
أما الروح فمن العبث البحث في ماهيتها أي كنهها وتركيبها لقوله تعالى: (ويسأونك عن الروح قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) لذلك لا نسمح لأنفسنا أن نبحث في ماهية الروح، فالروح هي سر الخالق في الخلق ومن أمره...


3)أما بقية الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة النفس، فإننا نستطيع أن نستخلص من خلالها القول بأن النفس هي مخلوق له كيانه الخاص وصفاته المميزة. فالنفس تموت وتفنى كبقية المخلوقات (كل نفس ذائقة الموت) (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) والانسان قد يظلم نفسهقالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)(الأعراف).
والنفس قد تكون أمارة بالسوء (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) لذلك وجبت تزكية هذه النفس بذكر الله بالغدو والآصال لكي لا تكون من الغافلين (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ(205) (الأعراف).
فللنفس إذن معنى ثالث في القرآن الكريم، فهي مخلوق له كيان مميز خاص به، وكل مخلوق من مخلوقات الله من أصغر جسيم في الذرة إلى أكبر مجرة، مؤلف من مادة وروح إلا الروح فلها كيان روحي فقط...




الساكن 04-06-2009 02:02 AM

أشكرك أخي على هذا الموضوع الرائع فعلا ............أعتقد أنك ستكمل .........اللهم أحعلنا نحن وأياكم وجميع المسلمين من أصاب النفس المطمئنة ...........

يحي غوردو 04-06-2009 11:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الساكن (المشاركة 411276)
أشكرك أخي على هذا الموضوع الرائع فعلا ............أعتقد أنك ستكمل .........اللهم أحعلنا نحن وأياكم وجميع المسلمين من أصاب النفس المطمئنة ...........


أشكر لك زيارتك لهذا الموضوع

جعلنا الله وإياكم من أصحاب النفس المطمئنة

آمين

يحي غوردو 04-06-2009 11:04 AM



**************
النفس = الدم
**************


يمكن أن نعرف النفس، (معنى ثالث غير ذات الله وصفاته- والروح) بأنها الدم.
فالدم هو المخلوق الوحيد في الجسم الذي نستطيع أن نقول بأنه مصدر جيمع الظواهر العضوية والنفسية التي ننسبها إلى النفس. وكما بدأ علم الكيمياء العضوية وعلم معالجة الأمراض النفسية بالمواد الكيميائية يثبت ذلك.

منذ منتصف القرن العشرين بدأ علماء الكيمياء العضوية يكتشفون تباعا أن كل القوى العقلية والانفعالات والتصرفات التي تدرس اليوم تحت اسم الظواهر والأمراض النفسية والعقلية ما هي إلا نتيجة لتداخلات ومؤثرات مادية بواسطة مواد بيوكميائية تفرزها مجموعات من الخلايا، وتصب كلها في الدم أو السوائل الناشئة منه والذي ينقلها بدوره إلى مختلف أعضاء الجسم التي ستكون مسرح الانفعالات والتصرفات التي ندعوها بالنفسية، سواء كانت سليمة أو مرضية: من حبور وسرور وانشراح أو غضب وخوف وقلق أوهلوسة وضياع...

النفس بمعنى الدم:

هناك قاعدة تعتمد في التفسير فعندما لا نستطيع استخلاص معنى الكلمة من كتاب الله نلجأ إلى الحديث الشريف التزاما بقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) (النحل 44)
وإن لم نجد، ونادرا ما يحصل ذلك، نلجأ إلى معاجم اللغة.


روي عن الرسول الكريم قوله: "ما ليس له نفس سائلة، فإنه لا ينجس الماء إذا مات فيه... كل شيء له نفس سائلة فمات في الإناء ينجسه".
والواضح أنه عليه أفضل الصلوات وأزكى التحيات قد عني بالنفس السائلة: الدم (عن لسان العرب رواه النخعي).

وتشير معاجم اللغة أن من معاني كلمة "النفس" "الدم" يقال امرأة "نفساء" أي ولدت حديثا، وكذلك قول الشاعر:
تسيل على حد الظبات(السيوف) نفوسنا(دماؤنا) = وليس على غير الظبات تسيل

استنادا إلى ما سبق، يمكن أن نعرف النفس بأنها الدم.
فالدم هو المخلوق الوحيد في الجسم الذي تستطيع أن نقول بأنه مصدر جيمع الظواهر العضوية والنفسية التي ننسبها إلى النفس. وكما بدأ علم الكيمياء العضوية وعلم معالجة الأمراض النفسية بالمواد الكيميائية يثبت ذلك.

منذ منتصف القرن العشرين بدأ علماء الكيمياء العضوية يكتشفون تباعا أن كل القوى العقلية والانفعالات والتصرفات التي ندرسها اليوم تحت اسم الظواهر والأمراض النفسية والعقلية ما هي إلا نتيجة لتداخلات ومؤثرات مادية بواسطة مواد بيوكيائية تفرزها مجموعات من الخلايا، وتصب كلها في الدم أو السوائل الناشئة منه والذي ينقلها بدوره إلى مختلف أعضاء الجسم التي ستكون مسرح الانفعالات والتصرفات التي ندعوها بالنفسية، سواء كانت سليمة أو مرضية من حبور وسرور وانشراح أو غضب وخوف وقلق وهلوسة وضياع...
ولقد اكتشف العلم منذ بدء الستينات مئات المواد الكيميائية في داخل الجسم وخارجه وكلها تتحكم في الظواهر والأمراض النفسية، وتنتقل أو توجد أو تصب في الدم ينقلها إلى مختلف أعضاء الجسم التي ستكون مسرح العوارض النفسية، وهكذا تتضح الصورة تدريجيا. فإذا عرفنا النفس بأنها الدم، فهذا التعريف الموجز الجامع البسيط يتوافق مع ما بدأ علم كيمياء العوارض النفسية بإثباته. وهذا علم جديد لا يتجاوز عمره بضع سنين، فكل العوارض النفسية من حبور وغضب وهلوسة وهدوء تتحكم فيها بالحقيقة مواد كيميائية ينقلها الدم إلى مختلف أعضاء الجسم التي هي مسرح الانفعالات.
مثلا: الخوف: هو عارض نفسي له ظواهر نفسية وعضوية، وتسببه مواد كيميائية، كذلك القلق والإحباط النفسي. ومنعا لكل تساؤل من أننا إذا عرفنا النفس بأنها الدم، يصبح معنى ذلك أننا نستطيع تغيير نفسية الإنسان بتغيير دمه، نقول:
المسألة ليست بهذه السهولة، فالمواد الكيميائية التي تسبب الظواهر النفسية تفرزها الغدد الصم ومختلف المراكز العصبية التي تصب هذه المواد في الدم.
فالدم هو مستقر ومستودع لمئات المواد الكيميائية التي تتأتى من مختلف أجزاء الجسم: كالجهاز الهضمي والغدد الصم، والخلايا العصبية المنتشرة في مختلف أعضاء الجسم والدماغ، لذلك فإن القول بأننا نستطيع تغيير نفسية الإنسان بتغيير دمه هو قول سطحي ومرفوض.

...


أم عبدالله 07-06-2009 01:26 AM

انا نصيحتي لك ان تتجنب الخوض في كثير من المسائل حتى لاتضيع وتفتح باب للشيطان عليك ...

لاداعي للتعقيدات والبحث عن تفسيرات لشؤون نحن في غنى عنها ..

لكن حقا علينا ان نشكرك لجهودك وادائك ..

يحي غوردو 08-03-2010 12:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله (المشاركة 411764)
انا نصيحتي لك ان تتجنب الخوض في كثير من المسائل حتى لاتضيع وتفتح باب للشيطان عليك ...
لاداعي للتعقيدات والبحث عن تفسيرات لشؤون نحن في غنى عنها ..
لكن حقا علينا ان نشكرك لجهودك وادائك ..


شكرا لك على النصيحة أختي أم عبد الله

أرجو أن تتابعي الموضوع إلى النهاية

تحيتي

يحي غوردو 09-03-2010 11:45 PM

علاقة النفس بالجسد والعقل والروح:


البعض يجعل من النفس والروح شيئاً واحداً والبعض الآخر يجعل من النفس والجسد أو العقل شيئاً واحداً أيضاً، والحقيقة أن النفس والجسم والروح هي أشياء مختلفة.
النفس ليست الجسد، فالجسد أو الجسم أو البدن هو وعاء النفس، وقد عرَّفناها بالدم، ومسرح تأثيراتها وعوارضها وتصرفاتها، والدماغ المفكر العاقل، هو آلة العقل، وهو الذي يجب أن يكون السيد والمسيطر على النفس ومُسيِّرها وإلا أصبح تَبَعاً لها. أما الروح ونُعرِّفها بأنها أمر من المولى ومخلوق له كيان روحي فقط، وسر من أسرار المولى، فهي علة الحياة في كل خلق. وإذا سيطر العقل على النفس وفقاً لتعاليم الخالق، ارتاح الجسد والروح ووصل الانسان إلى السعادة الحقيقية أي الطمأنينة والسكينة، فالنفس والبدن والروح، هي مخلوقات رئيسية ثلاثة في الانسان، تتفاعل تفاعلاً وثيقاً مع بعضها البعض، ولكي يسعد الانسان يجب أن يسيطر العقل المفكر وفق تعاليم الخالق على النفس وأهوائها ونزواتها، أما إذا انعكست الآية فأصبح العقل المفكر تبعاً للنفس الأمارة بالسوء فذلك مُتعب للروح وهي الجوهر، وهي لا تسعد إلا إذا اتبع الانسان تعاليم الخالق. والذين لا يعتقدون بالروح لن يستطيعوا أن يفهموا في العمق أسرار العوارض النفسية وأسرار السعادة والسكينة عند المؤمنين، ومن هنا كان وصفهم الخاطئ للدين بأنه أفيون الشعوب، والحقيقة أنه سعادة الشعوب. أما الإلحاد، فهو سبب الشقاء والقلق والتعاسة التي تلف الأفراد والمجتمعات، غير المؤمنة اليوم، مهما بلغت من رقي مادي.

يحي غوردو 09-03-2010 11:54 PM

بعض الأدلة القرآنية:


أولاً:
فَرّق القرآن الكريم بين النفس والبدن، ففي قوله تعالى مخاطباً فرعون الخروج الذي لحق بسيدنا موسى وأغرقه المولى في البحر نجد أن نفس الفرعون قد ماتت مصداقاً لقوله تعالى: (كلُّ نفس ذائقة الموت). أما بدن الفرعون فقد قضت حكمة المولى أن تبقيه منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف إلى يومنا هذا، ليكون بدن الفرعون آية وبرهاناً مادياً محسوساً قاطعاً للذين يأتون بعد الفرعون، على صدق التنزيل، فبدن، أي مومياء الفرعون الذي لحق بموسى موجود حتى اليوم في متحف القاهرة بمصر.
نقرأ في سورة يونس: (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين. الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون) (يونس/ 90 – 92). وسبحان الذي لا تبديل لكلماته. فلقد غفل أكثر الباحثين في القرآن الكريم عن معاني هذه الآية في العمق إلى أن أتى الدكتور "موريس بوكاي" في أواخر القرن العشرين، ليحقق علمياً وتاريخياً في كل كلمة من هذه الآيات ويؤكد صدقها. وقد نشر ذلك في كتابه القيم "التوراة، الإنجيل، القرآن والعلم"، فليرجع إليه مَن يريد الزيادة. بالاضافة إلى ذلك تجدر الاشارة إلى أن التحنيط أي حفظ الأبدان لا يصح ويثبت إلا باستخراج وطرح الدم والسوائل التي تكونه أو تنشأ عنه، وفي ذلك دليل علمي آخر على أن النفس غير البدن، علماً أن الأبدان وكل شيء سيفنى ويموت مع مرور الزمن، إذ ثبت اليوم علمياً أن كل الأشياء تفنى وتندثر مصداقاً لقوله تعالى: (كلُّ شيء هالك إلا وجهه). (كل مَن عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).


الساعة الآن 05:07 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا