إلى الأخت سحر أنثى
 

اعلم ذلك اني مصيري للموت وانا لست طفله صغيره او جاهله ذلك
الامر لكني اخاف ولااستطيع التخلص من ذلك الامرحاولت جاهده
لكني اخاف من ذلك اليوم

أختي همس أنثى
 

سلام عليكم
وددت أن أوجه حديثي بالخصوص للأخت مهى عاشور ..

كانت جارتنا (سابقاً والآن انتقلت لبيتهم الجديد) تنتابها حالة من الذعر بمجرد أن تشاهد في منزلها نو من أنواع الزواحف (نسميها الوزغة وهي تشبه التمساح الصغير خخ)

وتأتي لبيتنا ركضاً ..ونحن نتفاجأ ماذا حدث ؟
فتقول تعالوا بسرعة في (.....) في بيتنا ما أقدر أشوفها لازم تقتلونها ...وما إلى ذلك من هذا الكلام..وهي في حالة الارتباك!!

في الحقيقة أنا أيضاً أشعر بالاشمئزاز من هذا النوع من الزواحف ولكن لا يصيبني الذي يصيبها، فأنا أمسك بخشبة طويلة أو عمود بلاستيكي ..لكي أكون بعيداً عنها ..وأبادر بضربها ، وبمجرد أن تصيبها الضربة تسقط مغشياً عليها ,,وتموت .

تعودنا على جارتنا .. وعندما نذهب لبيتها لنخلصها ( من الكابوس بالنسبة لها) نتظاهر بأننا لا نخشى منها ، وفعلاً تنتابني حالة من الشجاعة وعدم الشعور بالاشمئزاز بالمستوى الذي أشعر به لو كانت في بيتنا هذا النوع من الزواحف ..

الذي أريد قوله : لست وحدك التي تخشى من الحشرات او ما شابه ذلك ..وأتفهم شعورك جيداً ولكنك لست الوحيدة، فهناك من يخشاها كما تخشينها ..

ولكن ما هل هذا الخوف والقلق والذعر الشديد له داع ؟
هذا هو السؤال المهم .

باعتقادي لا ينبغي أن نعطي هذا الكائن وهذه الكائنات عموماً هذه الهالة من الخطورة والشر إن صح التعبير.

أولاً: هذا الكائن صغير جداً وهو ضعيف وعاجز عن أذيتنا بالشكل الذي يتصوره المفرطون بالخوف منها .

ثانياً: هناك ما هو أخوف وأخطر منها ويمكن أن يتسبب بأذيتنا ولو بقدر قليل، ومع ذلك نحن لا نخاف منه ولا ينبغي أن نشعر بالخوف منه أصلاً.

ثالثاً: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، ما يدري الإنسان لعلهمشي في الشارع ولا قدر الله يتعرض لحادث يؤدي إلى إصابته بخدوش ونزف دم ..مما لا يمكن أن يسببه هذا النوع من الحشرات والزواحف.

رابعاً: هناك أناس كثيرون لا يجدون في هذا النوع من الحشرات والزواحف أي خطر وخوف ، لماذا يا ترى ؟ لأنهم اعتقدوا بأنها ليست خطرة فلمسوها مرة واعتادوا على وجودها ، وجربوا التعايش( حلوة التعايش خخخ) معها فعلموا أن يقوله الذين يخافون منها غير صحيح .



لا أدعوك للتعايش معها بكل تأكيد ولا أدعوك لكي تحبينها كما تحبين الشكولاتة خخخ
ولكن أدعوك للتفكير بشكل متوازن ومنطقي ... فهذا الكائن مهما بلغ من القوة فإنه لن تكون له القدرة على حمل سكين ولا بندقية،ولا حتى (خوصة =جزء من سعفة) لكي يشهرها في وجهي ويهددني بها ..

وثقي تماماً أنه ليس من المسحيل أن تتغلبي على هذه الحالة ، بل أنك بالتفكير المنطقي سوف تشعرين بانخفاض شديد في تلك الحالة من الامتعاض ..وشيئاً فشيئاً ..حتى يصبح الامر عادي وتكونون من الصنف الذي ( مثلي ) او أفضل مني ، ومن يدري ربما تكونوين ممن يتأنسون بهذا النوع من الكائنات في يوم من الأيام .

أتمنى ألا أكون قد أثقلت عليكم بالكلام

أخوتي وأخواتي
 

أخوتي وأخواتي
 

الخوف من الموت
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله القائل "كل نفس ذائقة الموت" والصلاة على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين ليخرج العباد من عبادة العباد والاموال والاولاد الى عبادة رب العباد وبعد:
اخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اتمنى على كل اخ واخت يمر على هذه المشاركة أن يتوقف عندها قليلا وأن يمعن النظر فيها عل الله أن يقذف في قلبه الايمان والسكينة إنه على كل شيء قدير.
أخوتي الأحباب إن الخوف من الموت هو علة كل صحيح وهو قلق كل إنسان
والخوف من الموت هو أحد أهم العوامل التي تمهد الطريق للمرض النفسي
من حيث أنها فكرة خصبة جدا لتتحول إلى وسواس ينغص علينا حياتنا.
الأمر معروف إخوتي منذ قديم الأزل , ولكل جيل وعصر طريقة خاصة في التعامل مع الموت فمثلا في الرعيل الأول وخير القرون ألا وهو قرن الصحابة الكرام كان الخوف من الموت موجودا بلا شك لكنهم رضي الله عنهم استطاعوا ان يتعاملوا مع الامر بالطريقة الأنسب ذلك لأن الظروف والبيئة المحيطة بهم كانت تساعد كثيرا على ذلك , فلا ننسى أن الرسول الريم كان بين ظهرانيهم وقد تربوا على عينه تربية ايمانية مثالية وهو الذي غرس الايمان في صدورهم
فقد ضحوا بأغلى ما يملكون بل بكل ما يملكون في سبيل الله .
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم استمر الصحابة الكرام على نفس النهج وقد أثمرت جهود النبي صلى الله عليه وسلم واتت أكلها ونجحوا في بناء إمبراطورية إسلامية من فتات أو من لا شيء وذلك بفضل الله أولا ثم بفضل العزيمة والإيمان والتوكل الحقيقي , ولا شك في نهم خير القرون ونحد لا نستطيع بلوغ مد نصف أو ربع أحدهم ولكن بين أيدينا نفس المنهج والدين الذي نهلوا منه رضي الله عنهم
ولكن الفرق أنهم استطاعوا أن يطبقوه تطبيقا صحيحا عمليا , أما نحن فكالريشة في مهب الريح تتلاعب بنا هموم الدنيا وملذاتها وشهواتها , ونحن حريصون كل الحرص على متاع الدنيا الزائل بل ان الدنيا مغروسة في قلوبنا .
كيف تعامل الصحابة الكرام مع قضية الموت؟
أذكر مثلا لعلي رضي الله عنه عندما سأله عمر بن الخطاب كيف أصبحت فأجابه:
أصبحت أكره الحق , وأصلي بلا وضوء , ولي في الأرض ما ليس لله في السماء
أما أصبحت أكره الاحق وهي الشاهد هنا فتعني أنه أصبح يكره الموت والموت حق , والصلاة بلا وضوء هي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ولعلي رضي الله عنه زوجة وأولاد وهذا ما ليس لله في السماوات.
والشاهد هنا أن للصحابة الكرام كان الخوف موجودا ولكن الفرق هو في كيفية التعامل مع الفكرة, فالصحابة الكرام قد تعاملوا مع الأمر بواقعية أكثر حيث أن ايمانهم الراسخ قد شكل سدا منيعا أمام الهواجس والمخاوف التي نحن بصددها
وذلك بأنهم امنوا أن الموت حق تذوقه كل نفس بشرية وامنوا بالحياة الاخرة ايمانا قويا لا تهزه الدنيا بأكلها , وقد أعدوا العدة فعلا للقاء الله وتعاملوا مع الدنيا على حقيقتها الفانية الزائلة ونظروا اليها نظرة المتعفف الزاهد الذي لا يريد منها شيئا
ولله ذر القائل :
إن لله عبادا فطنا... طقوا الدنيا وخافوا الفتن
نظروا فيها فلما علموا ....أنها ليست لحيي وطنا
جعلوها لجه.... وإتخذوا فيها صالح الأعمال سفنا
نعم أخي الحبيب , ان هذه الدنيا مهما طالت فهي قصيرة, ومهما عظمت فهي حقيرة, وان الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر , وإن العمر مهما طال فلا بد من دخول القبر. هذه هي الحقيقة المرة التي طالما غفلنا أو استغفلنا وشغلنا أنفسنا من التفكير فيها, من منا يحب الموت؟ ومن منا لا يخافه ؟لكن أعلم أخي الحبيب أن قدر الإنسان ورزقه بيد الله , فلا تشغل نفسك في ما لا تملكه
واسعى الى ما خلقت من أجله ألا وهو عبادة الله جل وعلا والاجتهاد في طاعته
واعلم أنك مهما تبلغ من أسباب للعلاج فالله أقوى من كل ذلك وهو قادر على أن يذهب همك وحزنك في لمح البصر ولكنك أخي غفلت مهمتك وتخليت عن سلاحك , ألا وهو الدعاء , أرجوك لا تقل لي أعرف ما تقوله ولكنه لم يفدني
ولكن خذ من كلامي ما ينفعك وما يشغل عقلك , فلو انشغلت أخي بطاعة الله وحبه لزالت همومك كلها ولصغرت الدنيا في عينك , ولاستحقرت شهواتها وملذاتها زمتاعها.
البرّلا يبلى والذنبُ لا يُنسى والديّانُ لا يموت إعمل ما شئت فكيف تدين تدان!

أخوتي وأخواتي
 

إختي الدنيا حلوة
 

استعن بالله ولا تعجز