نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   ملتقى الأدب (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   ~ مقتطفآت أدبية ~ (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=83401)

أمل الروح 23-07-2018 01:31 AM

لنا مزاجيَّةُ البحرَ

وجُنونُهُ.. وتحوُلاتُهْ

ولنا أيضاً.. مُرَاهقَةُ الزَبَدْ..

وحَمَاقَةُ الأمواجْ..

نقاتِلُ بعضَنا بعضاً

ونكسِرُ بعضنا بعضاً

وعندما تهدأ العاصفَةْ

نَتَدَحْرَجُ على الرملْ

كطفلينِ في عطلتهما المدرسيَّةْ...

أمل الروح 29-08-2018 01:33 AM

برغم .. برغم خلافاتنا

.. برغم جميع قراراتنا

.. بأن لانعود

.. برغم العداء .. برغم الجفاء

.. برغم البرود

.. برغم انطفاء ابتساماتنا

.. برغم انقطاع خطاباتنا

.. فثمة سر خفي

.. يوحد مابين أقدارنا

.. ويدني مواطئ أقدامنا

.. ويفنيك فيّ

.. ويصهر نار يديك بنار يديّ

.. برغم جميع خلافاتنا

.. برغم اختلاف مناخاتنا

.. برغم سقوط المطر

.. برغم استعادة كل الهدايا .. وكل الصور

.. برغم الإناء الجميل

.. الذي قلت عنه.. انكسر

..برغم رتابة ساعاتنا

.. برغم الضجر

..فلا زلت أؤمن أن القدر

.. يصر على جمع أجزائنا

.. ويرفض كل اتهاماتنا

.. برغم خريف علاقاتنا

.. برغم النزيف بأعماقنا

..وإصرارنا

.. على وضع حد لمأساتنا

.. بأي ثمن

.. برغم جميع ادعاءاتنا

.. بأنيَ لن

.. وأنك لن

.. فإني أشك بإمكاننا

.. فنحن برغم خلافاتنا

.. ضعيفان في وجه أقدارنا

.. شبيهان في كل أطوارنا

.. دفاترنا .. لون أوراقنا

.. وشكل يدينا .. وأفكارنا

.. فحتى نقوش ستاراتنا

.. وحتى اختيار اسطواناتنا

.. دليل عميق

.. على أننا

.. رفيقا مصير .. رفيقا طريق

.. برغم جميع حماقاتنا

ن.ق

أمل الروح 02-09-2018 12:20 AM

أنا عنك ما كلمتهم

لكنهم قرؤوك في حبري وفي أوراقي

للحبِّ رائحةٌ

وليس بوسعها ألا تفوحَ

مزارعَ الدُّراقِ

ن.ق

أمل الروح 14-02-2019 09:56 AM

أراك أراك بكل العيون

و امضي بحزني و دمعي هتون

فأشرب وحدي كؤوس الهوان

أحلق فوق رياح المنى

و حينا أتوه و أخرى أغني

غريبٌ طريقي و حزني عميق

أيا مَنْ وهبتك طهر حناني

لماذا تركت فؤادي يعاني؟

فماذا أقول و قد صرت مني؟

كياني بحبك أضحى أسيراً

أراك بقلبي و وسط الحنايا

هناك تعيش بصدري الحنون

و تغفو كطفل ٍ وديع ٍ بريء

يهز اشتياقي إليك كثيرا

أتوه بحلمي و دمعي الشديد

و أسأل عنك الفراغ البعيد

تعود إليّ الحروف نشيدا

حزين الملامح .... مثلي حزين

ص.ح

أمل الروح 03-03-2019 12:57 AM

نداءٌ

يهز الجبال البعيده

و يصرخ بين الدياجي العتيده

و هذا الفضاء الشديد الضباب

به قد تمادت أيادي العذاب

فيا ويح قلبي

و يا حسرتاه

تسير دوائر هذا الزمان

بنفس المكان و لا من أمانْ

كأن الثواني أبت أن تسيرْ

...

أكل الظنون ستبقى مجونه؟

و كل الدروب ستمضي حزينه؟

و كل الصباحات تبقى سجينه؟

و هذي الليالي مداها السهام ؟

متى يتفتق هذا الظلام ؟

متى يتنفس وجهُ الصباح

متى يتحطمُ قيد المدينه

وتُطلقُ منها زهورٌ سجينه

متى يا إلهي يجيءُ السلامْ

و تُكْشَفُ تِلكَ الأمور الجسامْ

إلامَ تَظلُ السنون عجافاً

و تمضي المراكب ثكلى تشقّ بحور الجفافْ .

أمل الروح 03-03-2019 01:09 AM

ستنساني. ستنساني
أنا أدري ستنساني
ستنسى لحن أنغامي
و تنسى قلبيَ ألحاني
و تنسى لوعة الحرمان
يا روحي و ريحاني
لموجي قد أتى مرساكَ
يشكو مُرَّ فقداني
ستنسى كل أزهاري
و أطيافي و ألواني
ستهوى وردة أخرى
و تترك عطر بستاني
و تصبو في حديقتها
لتفاحٍ و رمانِ
و تنسى موجة الأشواق
يومَ سكنتَ شطآني
أتيت لترسم الأحلامَ
فوقَ رمالِ أشجاني
فقلت لك أبتعدعني
فسحر هواك رباني
فاني و الأسى فردٌ
وحيدٌ ما له ثانِ
فجاءَ حديثك الفواحُ
بالأشواق ... ناداني
و فاضت زفرةُ العشاقِ
في نبضي و شرياني
فغنت كل أوردتي
بذاك الحب مُذ جاني
و بت أسامر النجوى
بليلٍ حالكٍ فان ِ
و أعزف لحنَ حرفِكَ كي
أرطب ثغرَ أحزاني
يعود ليَ الصدى نغماً
فيسترخي .....بآذاني
أطير إليك و الأشواقُ
مزهرةٌ بأغصاني
بحار الوجد تحملني
لشطك حين تلقاني
و أسأل عنك أنفاسي
أيعشقني . أيهواني ؟
و أبقى في لظى ليلي
أردد فيك ألحاني
و أغفو في رواء الحب
عينيكَ فيه يرعاني
أحبك فوق كل الحب
يا أهلي و خِلاني
و أنثر مهجتي شوقاً
ففي عينيك عنواني
وجدتُ الضاد والأوطان
والدنيا بنيسانِ

أمل الروح 13-08-2019 11:16 PM

يقولون : في الليل المنخور بالوجع

تنمو بذرة النسيان

وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي ...

لكن وجهك

يسكن داخل جفوني

وحين أغمض عيني : أراك !..

عشنا أياما مسحورة

كمن يسبح في بحيرة من زئبق وعطور

ويركب قاربا

في انهار الألوان لقوس قزح

مبحر من الأفق إلى نجمة الرعشة ...

كان ياما كان !..
كان ياما كان !..

غ.س

نورا محمد أحمد 26-08-2019 04:47 AM

1

وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ..

ثُمَّ أمامَ القرار الكبيرِ، جَبُنْتْ

وعدتُكِ أن لا أعودَ...

وعُدْتْ...

وأن لا أموتَ اشتياقاً

ومُتّْ

وعدتُ مراراً

وقررتُ أن أستقيلَ مراراً

ولا أتذكَّرُ أني اسْتَقَلتْ...

2

وعدتُ بأشياء أكبرَ منّي..

فماذا غداً ستقولُ الجرائدُ عنّي؟

أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي جُنِنْتْ..

أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي انتحرتْ

وعدتُكِ..

أن لا أكونَ ضعيفاً... وكُنتْ..

وأن لا أقولَ بعينيكِ شعراً..

وقُلتْ...

وعدتُ بأَنْ لا ...

وأَنْ لا..

وأَنْ لا ...

وحين اكتشفتُ غبائي.. ضَحِكْتْ...

3

وَعَدْتُكِ..

أن لا أُبالي بشَعْرِكِ حين يمرُّ أمامي

وحين تدفَّقَ كالليل فوق الرصيفِ..

صَرَخْتْ..

وعدتُكِ..

أن أتجاهَلَ عَيْنَيكِ ، مهما دعاني الحنينْ

وحينَ رأيتُهُما تُمطرانِ نجوماً...

شَهَقْتْ...

وعدتُكِ..

أنْ لا أوجِّهَ أيَّ رسالة حبٍ إليكِ..

ولكنني – رغم أنفي – كتبتْ

وعَدْتُكِ..

أن لا أكونَ بأيِ مكانٍ تكونينَ فيهِ..

وحين عرفتُ بأنكِ مدعوةٌ للعشاءِ..

ذهبتْ..

وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ..

كيفَ؟

وأينَ؟

وفي أيِّ يومٍ تُراني وَعَدْتْ؟

لقد كنتُ أكْذِبُ من شِدَّة الصِدْقِ،

والحمدُ لله أني كَذَبْتْ....

4

وَعَدْتُ..

بكل بُرُودٍ.. وكُلِّ غَبَاءِ

بإحراق كُلّ الجسور ورائي

وقرّرتُ بالسِّرِ، قَتْلَ جميع النساءِ

وأعلنتُ حربي عليكِ.

وحينَ رفعتُ السلاحَ على ناهديْكِ

انْهَزَمتْ..

وحين رأيتُ يَدَيْكِ المُسالمْتينِ..

اختلجتْ..

وَعَدْتُ بأنْ لا .. وأنْ لا .. وأنْ لا ..

وكانت جميعُ وعودي

دُخَاناً ، وبعثرتُهُ في الهواءِ.

5

وَغَدْتُكِ..

أن لا أُتَلْفِنَ ليلاً إليكِ

وأنْ لا أفكّرَ فيكِ، إذا تمرضينْ

وأنْ لا أخافَ عليكْ

وأن لا أقدَّمَ ورداً...

وأن لا أبُوسَ يَدَيْكْ..

وَتَلْفَنْتُ ليلاً.. على الرغم منّي..

وأرسلتُ ورداً.. على الرغم منّي..

وبِسْتُكِ من بين عينيْكِ، حتى شبِعتْ

وعدتُ بأنْ لا.. وأنْ لا .. وأنْ لا..

وحين اكتشفتُ غبائي ضحكتْ...

6

وَعَدْتُ...

بذبحِكِ خمسينَ مَرَّهْ..

وحين رأيتُ الدماءَ تُغطّي ثيابي

تأكَّدتُ أنّي الذي قد ذُبِحْتْ..

فلا تأخذيني على مَحْمَلِ الجَدِّ..

مهما غضبتُ.. ومهما انْفَعَلْتْ..

ومهما اشْتَعَلتُ.. ومهما انْطَفَأْتْ..

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصِدْقِ

والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ...

7

وعدتُكِ.. أن أحسِمَ الأمرَ فوْراً..

وحين رأيتُ الدموعَ تُهَرْهِرُ من مقلتيكِ..

ارتبكْتْ..

وحين رأيتُ الحقائبَ في الأرضِ،

أدركتُ أنَّكِ لا تُقْتَلينَ بهذي السُهُولَهْ

فأنتِ البلادُ .. وأنتِ القبيلَهْ..

وأنتِ القصيدةُ قبلَ التكوُّنِ،

أنتِ الدفاترُ.. أنتِ المشاويرُ.. أنت الطفولَهْ..

وأنتِ نشيدُ الأناشيدِ..

أنتِ المزاميرُ..

أنتِ المُضِيئةُ..

أنتِ الرَسُولَهْ...

8

وَعَدْتُ..

بإلغاء عينيْكِ من دفتر الذكرياتِ

ولم أكُ أعلمُ أنّي سأُلغي حياتي

ولم أكُ أعلمُ أنِك..

- رغمَ الخلافِ الصغيرِ – أنا..

وأنّي أنتْ..

وَعَدْتُكِ أن لا أُحبّكِ...

- يا للحماقةِ -

ماذا بنفسي فعلتْ؟

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،

والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ...

9

وَعَدْتُكِ..

أنْ لا أكونَ هنا بعد خمس دقائقْ..

ولكنْ.. إلى أين أذهبُ؟

إنَّ الشوارعَ مغسولةٌ بالمَطَرْ..

إلى أينَ أدخُلُ؟

إن مقاهي المدينة مسكونةٌ بالضَجَرْ..

إلى أينَ أُبْحِرُ وحدي؟

وأنتِ البحارُ..

وأنتِ القلوعُ..

وأنتِ السَفَرْ..

فهل ممكنٌ..

أن أظلَّ لعشر دقائقَ أخرى

لحين انقطاع المَطَرْ؟

أكيدٌ بأنّي سأرحلُ بعد رحيل الغُيُومِ

وبعد هدوء الرياحْ..

وإلا..

سأنزلُ ضيفاً عليكِ

إلى أن يجيءَ الصباحْ....

*

10

وعدتُكِ..

أن لا أحبَّكِ، مثلَ المجانين، في المرَّة الثانيَهْ

وأن لا أُهاجمَ مثلَ العصافيرِ..

أشجارَ تُفّاحكِ العاليَهْ..

وأن لا أُمَشّطَ شَعْرَكِ – حين تنامينَ –

يا قطّتي الغاليَهْ..

وعدتُكِ، أن لا أُضيعَ بقيّة عقلي

إذا ما سقطتِ على جسدي نَجْمةً حافيَهْ

وعدتُ بكبْح جماح جُنوني

ويُسْعدني أنني لا أزالُ

شديدَ التطرُّفِ حين أُحِبُّ...

تماماً، كما كنتُ في المرّة الماضيَهْ..

11

وَعَدْتُكِ..

أن لا أُطَارحَكِ الحبَّ، طيلةَ عامْ

وأنْ لا أخبئَ وجهي..

بغابات شَعْرِكِ طيلةَ عامْ..

وأن لا أصيد المحارَ بشُطآن عينيكِ طيلةَ عامْ..

فكيف أقولُ كلاماً سخيفاً كهذا الكلامْ؟

وعيناكِ داري.. ودارُ السَلامْ.

وكيف سمحتُ لنفسي بجرح شعور الرخامْ؟

وبيني وبينكِ..

خبزٌ.. وملحٌ..

وسَكْبُ نبيذٍ.. وشَدْوُ حَمَامْ..

وأنتِ البدايةُ في كلّ شيءٍ..

ومِسْكُ الختامْ..

12

وعدتُكِ..

أنْ لا أعودَ .. وعُدْتْ..

وأنْ لا أموتَ اشتياقاً..

ومُتّ..

وعدتُ بأشياءَ أكبرَ منّي

فماذا بنفسي فعلتْ؟

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،

والحمدُ للهِ أنّي كذبتْ....


أمل الروح 04-09-2019 10:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورا محمد أحمد (المشاركة 1380322)
1

وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ..

ثُمَّ أمامَ القرار الكبيرِ، جَبُنْتْ

وعدتُكِ أن لا أعودَ...

وعُدْتْ...

وأن لا أموتَ اشتياقاً

ومُتّْ

وعدتُ مراراً

وقررتُ أن أستقيلَ مراراً

ولا أتذكَّرُ أني اسْتَقَلتْ...

2

وعدتُ بأشياء أكبرَ منّي..

فماذا غداً ستقولُ الجرائدُ عنّي؟

أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي جُنِنْتْ..

أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي انتحرتْ

وعدتُكِ..

أن لا أكونَ ضعيفاً... وكُنتْ..

وأن لا أقولَ بعينيكِ شعراً..

وقُلتْ...

وعدتُ بأَنْ لا ...

وأَنْ لا..

وأَنْ لا ...

وحين اكتشفتُ غبائي.. ضَحِكْتْ...

3

وَعَدْتُكِ..

أن لا أُبالي بشَعْرِكِ حين يمرُّ أمامي

وحين تدفَّقَ كالليل فوق الرصيفِ..

صَرَخْتْ..

وعدتُكِ..

أن أتجاهَلَ عَيْنَيكِ ، مهما دعاني الحنينْ

وحينَ رأيتُهُما تُمطرانِ نجوماً...

شَهَقْتْ...

وعدتُكِ..

أنْ لا أوجِّهَ أيَّ رسالة حبٍ إليكِ..

ولكنني – رغم أنفي – كتبتْ

وعَدْتُكِ..

أن لا أكونَ بأيِ مكانٍ تكونينَ فيهِ..

وحين عرفتُ بأنكِ مدعوةٌ للعشاءِ..

ذهبتْ..

وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ..

كيفَ؟

وأينَ؟

وفي أيِّ يومٍ تُراني وَعَدْتْ؟

لقد كنتُ أكْذِبُ من شِدَّة الصِدْقِ،

والحمدُ لله أني كَذَبْتْ....

4

وَعَدْتُ..

بكل بُرُودٍ.. وكُلِّ غَبَاءِ

بإحراق كُلّ الجسور ورائي

وقرّرتُ بالسِّرِ، قَتْلَ جميع النساءِ

وأعلنتُ حربي عليكِ.

وحينَ رفعتُ السلاحَ على ناهديْكِ

انْهَزَمتْ..

وحين رأيتُ يَدَيْكِ المُسالمْتينِ..

اختلجتْ..

وَعَدْتُ بأنْ لا .. وأنْ لا .. وأنْ لا ..

وكانت جميعُ وعودي

دُخَاناً ، وبعثرتُهُ في الهواءِ.

5

وَغَدْتُكِ..

أن لا أُتَلْفِنَ ليلاً إليكِ

وأنْ لا أفكّرَ فيكِ، إذا تمرضينْ

وأنْ لا أخافَ عليكْ

وأن لا أقدَّمَ ورداً...

وأن لا أبُوسَ يَدَيْكْ..

وَتَلْفَنْتُ ليلاً.. على الرغم منّي..

وأرسلتُ ورداً.. على الرغم منّي..

وبِسْتُكِ من بين عينيْكِ، حتى شبِعتْ

وعدتُ بأنْ لا.. وأنْ لا .. وأنْ لا..

وحين اكتشفتُ غبائي ضحكتْ...

6

وَعَدْتُ...

بذبحِكِ خمسينَ مَرَّهْ..

وحين رأيتُ الدماءَ تُغطّي ثيابي

تأكَّدتُ أنّي الذي قد ذُبِحْتْ..

فلا تأخذيني على مَحْمَلِ الجَدِّ..

مهما غضبتُ.. ومهما انْفَعَلْتْ..

ومهما اشْتَعَلتُ.. ومهما انْطَفَأْتْ..

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصِدْقِ

والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ...

7

وعدتُكِ.. أن أحسِمَ الأمرَ فوْراً..

وحين رأيتُ الدموعَ تُهَرْهِرُ من مقلتيكِ..

ارتبكْتْ..

وحين رأيتُ الحقائبَ في الأرضِ،

أدركتُ أنَّكِ لا تُقْتَلينَ بهذي السُهُولَهْ

فأنتِ البلادُ .. وأنتِ القبيلَهْ..

وأنتِ القصيدةُ قبلَ التكوُّنِ،

أنتِ الدفاترُ.. أنتِ المشاويرُ.. أنت الطفولَهْ..

وأنتِ نشيدُ الأناشيدِ..

أنتِ المزاميرُ..

أنتِ المُضِيئةُ..

أنتِ الرَسُولَهْ...

8

وَعَدْتُ..

بإلغاء عينيْكِ من دفتر الذكرياتِ

ولم أكُ أعلمُ أنّي سأُلغي حياتي

ولم أكُ أعلمُ أنِك..

- رغمَ الخلافِ الصغيرِ – أنا..

وأنّي أنتْ..

وَعَدْتُكِ أن لا أُحبّكِ...

- يا للحماقةِ -

ماذا بنفسي فعلتْ؟

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،

والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ...

9

وَعَدْتُكِ..

أنْ لا أكونَ هنا بعد خمس دقائقْ..

ولكنْ.. إلى أين أذهبُ؟

إنَّ الشوارعَ مغسولةٌ بالمَطَرْ..

إلى أينَ أدخُلُ؟

إن مقاهي المدينة مسكونةٌ بالضَجَرْ..

إلى أينَ أُبْحِرُ وحدي؟

وأنتِ البحارُ..

وأنتِ القلوعُ..

وأنتِ السَفَرْ..

فهل ممكنٌ..

أن أظلَّ لعشر دقائقَ أخرى

لحين انقطاع المَطَرْ؟

أكيدٌ بأنّي سأرحلُ بعد رحيل الغُيُومِ

وبعد هدوء الرياحْ..

وإلا..

سأنزلُ ضيفاً عليكِ

إلى أن يجيءَ الصباحْ....

*

10

وعدتُكِ..

أن لا أحبَّكِ، مثلَ المجانين، في المرَّة الثانيَهْ

وأن لا أُهاجمَ مثلَ العصافيرِ..

أشجارَ تُفّاحكِ العاليَهْ..

وأن لا أُمَشّطَ شَعْرَكِ – حين تنامينَ –

يا قطّتي الغاليَهْ..

وعدتُكِ، أن لا أُضيعَ بقيّة عقلي

إذا ما سقطتِ على جسدي نَجْمةً حافيَهْ

وعدتُ بكبْح جماح جُنوني

ويُسْعدني أنني لا أزالُ

شديدَ التطرُّفِ حين أُحِبُّ...

تماماً، كما كنتُ في المرّة الماضيَهْ..

11

وَعَدْتُكِ..

أن لا أُطَارحَكِ الحبَّ، طيلةَ عامْ

وأنْ لا أخبئَ وجهي..

بغابات شَعْرِكِ طيلةَ عامْ..

وأن لا أصيد المحارَ بشُطآن عينيكِ طيلةَ عامْ..

فكيف أقولُ كلاماً سخيفاً كهذا الكلامْ؟

وعيناكِ داري.. ودارُ السَلامْ.

وكيف سمحتُ لنفسي بجرح شعور الرخامْ؟

وبيني وبينكِ..

خبزٌ.. وملحٌ..

وسَكْبُ نبيذٍ.. وشَدْوُ حَمَامْ..

وأنتِ البدايةُ في كلّ شيءٍ..

ومِسْكُ الختامْ..

12

وعدتُكِ..

أنْ لا أعودَ .. وعُدْتْ..

وأنْ لا أموتَ اشتياقاً..

ومُتّ..

وعدتُ بأشياءَ أكبرَ منّي

فماذا بنفسي فعلتْ؟

لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،

والحمدُ للهِ أنّي كذبتْ....


احب هذه القصيدة

رائعة من روائع نزار قباني

شكرًا لهذا المرور العذب العطر

🌹

أمل الروح 04-09-2019 10:43 PM

فراقك مسمار في قلبي

واسمك نبض شراييني

وذكراك نزفي الداخلي السري

وها أنا أفتقدك

وأذوق طعم دمعي المختلس

في الليل المالح الطويل

لم يعد الفراق مخيفا

يوم صار اللقاء موجعا هكذا ...

غ.س

نور عبدالرحمن 15-09-2019 10:02 PM

ما اجملها واعظمها من مقتطفات


أمل الروح 10-02-2020 05:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور عبدالرحمن (المشاركة 1381406)
ما اجملها واعظمها من مقتطفات


شكرا عزيزتي ،،
تسرني متابعتك

أمل الروح 10-02-2020 06:02 PM


أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله

أني وأن كُنتُ لا ألقاهُ ألقاه

وأن طرفي موصولٌ برؤيتهِ

وإن تباعد عَن سُكناي سُكناهُ

يا ليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ

وكيف أذكرهُ إذ لستُ أنساهُ

يامَن توهم أني لستُ أذكره

واللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ

ان غاب عني فالروح مسكنه

من يسكن الروح كيف القلب ينساه ؟

أمل الروح 17-04-2020 12:31 PM

لقد قررت ذات يوم،

أن أحتفظ بصناديق أعماقي سرّاً

صناديق لا تبوح بحقيقتها لمخلوق...

وها أنا أبرُّ بقسمي حتى أقصاه..

ولم تعد أعماقي تبوح بسرّها حتى... لي!

وعبثاً أرى بوضوح، ملامح وجهي في المرآة...

صرت حينما أقف أمام مرآتي

أرى امرأةً - ترتدي ثيابي - تهرول إلى الداخل

دون أن تلتفت صوبي، إلا في ومضة برق..

وتخلِّفني دائماً، وأنا أدري ولا أدري!...

غ.س

أمل الروح 07-06-2020 10:21 PM

وأبحث عنك كثيرا.. كثيرا

يدور الزمان وقلبي لديك

يضيع الأمان فأبحث عنك

ويشتاق قلبي كثيرا إليك

إذا جاء صيف سألت النسيم

ترى من عبيرك هذا العبير؟

وإن طال ليل تساءل قلبي:

بربك أين ملاكي الصغير؟

وإن جاءني الحزن ضيفا ثقيلا

يعاتبني الدمع هل من رفيق؟

فأبحث عنك على كل ضوء

وعمر الحيارى ظلام سحيق

لأنك مني وأني إليك

كما يعرف الزهر طعم الرحيق

وأبحث عنك كثيرا.. كثيرا

فأنت الضياع وأنت الطريق!!

ف.ج


الساعة الآن 07:43 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا